مقدّمات الاجتهاد
لو قلنا بملكة الاجتهاد ، وأنّها تحصل بالممارسة ومعرفة علوم تسمّى مقدّمات الاجتهاد أو نقول بالاجتهاد الفعلي وأنّه استخراج الحكم من الحجّة ، فإنّه يتوقّف على تلك المقدّمات أيضاً. وعند الفاضل التوني (١) أنّ المجتهد في عصر الغيبة يفتقر في مقام الاستنباط إلى معرفة علوم تسعة ، ثلاثة من العلوم الأدبيّة ، وهي : اللغة والصرف والنحو ، وثلاثة من المعقولات ، وهي : الأُصول والكلام والمنطق ، وثلاثة من المنقولات ، وهي : تفسير آيات الأحكام ومعرفة الأحاديث أي علم الدراية وعلم الرجال.
وعند الغزالي (٢) عبارة عن ثمانية من العلوم.
أقول : يتوقّف استنباط الأحكام الشرعيّة وتحصيل الحجّة على الحكم الواقعي أو الظاهري لعمل نفسه ولمقلّديه على مقدّمات ومبادئ ترجع إلى حصول قوّة الاستنباط وإلى عمل نفسه والإفتاء به ، وأمّا مقدار معرفة تلك المقدّمات فباعتبار أنّ الحجّة تحصل من الكتاب والسنّة فلا بدّ من الاطّلاع على العلوم العربية ومعرفة مفرداتها بمقدار ما يحتاج إليه في فهم الكتاب الكريم والأخبار الصادرة عن
__________________
(١) الوافية في أُصول الفقه : ٢٥٠.
(٢) المستصفى من علم الأُصول ٢ : ٣٥٣.