يرون أنّ الاجتهاد بدعة ، وأنّ المجتهدين عيال على أبناء العامّة ، وما عندهم من الفتاوى أساسه منهم ، فهم بعداء عن مذاق أهل البيت (عليهمالسلام) ومذهبهم. حتّى وصل الأمر بهم في أيام زعامتهم في كربلاء في القرن الثاني عشر يخاف أن يحمل كتاب أُصولي ، خوفاً من بطشهم وتكفيرهم.
ثمّ يعدّ مؤسس الأخبارية هو ميرزا محمّد أمين الأسترآبادي المقتول سنة ١٠٢٢ في الكاظمية المقدّسة ، وكتابه (الفوائد المدنية) كتبه عند ما كان ساكناً في المدينة المنوّرة ، ومن طريف ما ينقل عنه أنّه رأى في عالم الرؤيا النبيّ الأعظم (صلىاللهعليهوآله) يخاطبه قائلاً : (قم وأنقذ ديني من الأُصوليّين)!! وفي عصرهم كانت كتب الأُصول تتبادل في الخفية ، حتّى بزغ شمس الوحيد البهبهاني فثار على الروح الأخبارية فولّت هاربة ، وأرجع المياه إلى مجاريها الطبيعية التي كانت من عصر الأئمة (عليهمالسلام) وحتّى بداية الغيبة الكبرى ، وإلى يومنا هذا.
فالأخباري يركّز على الأخبار ولهذا سمّي بها ، فيعتقد أنّ العقل وإن كان يميّز بين الخير والشرّ ، إلّا أنّ تشخيصه ليس بحجّة ، كما أنّ الأخبار في الكتب الأربعة قطعيّة الصدور إلّا ما لا يعمل به الشيخ في التهذيب ، كما لا يعمل بالقرآن الكريم إلّا بمدد من الروايات ، كما لا يعمل بالظنّ ، ولا معنى عنده لتقسيم الناس إلى مجتهد ومقلّد ، بل على الجميع العمل بالأخبار (١).
__________________
(١) فرهنگ تشريحى اصطلاحات أصول : ٢٩.