منه المعنى الخاصّ ، وهو يقابل المخالف للمذهب الاثني عشري مطلقاً ، فيراد منه خصوص الشيعي الاثني عشري ، وأُخرى يطلق ويراد منه المعنى الأخصّ ، وهو المؤمن الكامل الذي ورد صفاته في الروايات الشريفة كما جاء في نهج البلاغة لأمير المؤمنين (عليهالسلام).
هذا ما يستفاد من النصوص الشريفة ولسان الروايات في خصوص كلمتي الإيمان والمؤمن (١).
والبحث عن الإيمان إنّما هو باعتبار أُصول عقائد المجتهد ، وهذا النزاع جارٍ عند أبناء العامّة أيضاً بأنّه يشترط تطابق التمذهب بين الأُصول العقائدية والفروع العملية ، فلا يصحّ عند أهل السنّة (الأشاعرة) أتباع المعتزلي أو الإمامي في فتاواهما ، وإن كانت على طبق أُصول أهل السنّة وطريقتهم في الاستنباط (٢).
والمقصود في لسان الفقهاء من المؤمن ومن اشتراط الإيمان فيه في بعض المسائل كما في الزكاة والاجتهاد هو المعنى الثالث : أي الشيعي الإمامي الاثني عشري.
فيشترط الإيمان في المجتهد ومرجع التقليد ، وإن كان بناء العقلاء وحكم العقل على خلاف ذلك ، فإنّهم يرجعون إلى أهل الخبرة وإلى العالم مطلقاً في أُمورهم وحياتهم الاجتماعية من دون ملاحظة دينهم ومذهبهم وعقائدهم الخاصّة.
__________________
(١) ذكرت تفصيل ذلك في كتاب (زبدة الأفكار في طهارة أو نجاسة الكفّار) ، وهو مطبوع في المجلّد الثاني من موسوعتنا (رسالات إسلامية) ، فراجع.
(٢) الاجتهاد والتقليد ؛ العلّامة الشيخ محمّد مهدي شمس الدين : ٢٦٧.