كما مرّ. وإنّ اعتبار العدالة فيه لو تمّ فهو باعتبار الأمن من الكذب والخيانة لا تعبّداً ، كما أنّ التفسير نفسه يشتمل على أُمور مخالفة لمذهب الإمامية.
ومنها : التوقيع الشريف من الناحية المقدّسة بإرجاع الأُمّة في زمن الغيبة الكبرى إلى الفقيه الجامع للشرائط وأنّه حجّة الأئمة (عليهمالسلام) على الناس ، فقال (عليهالسلام) : (أنّهم حجّتي عليكم وأنا حجّة الله) (١).
ووجه الاستدلال واضح ، فإنّ الفاسق لا ينوب حجّة الله الأعظم الذي بيمنه رزق الورى وبوجوده ثبتت الأرض والسماء ، وأنّ الحجّة من قبله لا يصلح أن يكون فاسقاً ، بل لا بدّ أن يحمل المرتبة العالية من العدالة والتقوى.
ومنها : ورد في الخصال عن أمير المؤمنين (عليهالسلام) قال : (قطع ظهري رجلان من الدنيا : رجل عليم اللسان فاسق ، ورجل جاهل القلب ناسك ، هذا يصدّ بلسانه عن فسقه ، وهذا بنسكه عن جهله ، فاتّقوا الفاسق من العلماء والجاهل من المتعبّدين) (٢).
وهذا ما يحدث في كثير من المجتمعات الإسلامية على مرّ العصور ، كما نرى في عصرنا الراهن من العلماء الفسقة من يغطّى على فسقه بحلاوة لسانه ولباقته حتّى يصوّر فسقه عبادة ، وأمّا الجاهل العابد ، فالويل منه فإنّه الطامة الكبرى ، فإنّه جاهل ولا يدري أنّه جاهل ، ويصرّ على جهله ، ويغطّى ذلك بظاهر العبادة ، وكثير
__________________
(١) الوسائل : باب ١١ من أبواب صفات القاضي ، الحديث ٩.
(٢) البحار ٢ : ١٠٦.