والطاقة ، وقيل : المضموم الطاقة والمفتوح المشقّة ، وقال : اجتهد في الأمر : بذل وسعه وطاقته في طلبه ليبلغ مجهوده ويصل إلى نهايته.
ويظهر من مجموع ما ذكر في أُمّهات معاجم اللغة وعند أئمة اللغة ، أنّ الاجتهاد لغةً بمعنى الوسع والطاقة سواء كان بالفتح أو بالضمّ ، ويرى سيّدنا الأُستاذ السيّد الصدر أنّه لم يقل أحد منهم أنّ الاجتهاد من الجهد الذي بمعنى المشقّة كما أنّ كلّ من فسّر منهم الاجتهاد فسّره ببذل الوسع في طلب أمر ولم يفسّره بتحمّل المشقّة ، وبهذا يتهجّم على العلّامتين الخراساني والعراقي ، بأنّه ظهر الفساد فيما ذكراه في الكفاية والمقالات من المعنى اللغوي للاجتهاد :
فقال المحقّق الخراساني : الاجتهاد لغة : تحمّل المشقّة ، وقال المحقّق العراقي : الاجتهاد مأخوذ من الجهد بمعنى المشقّة.
والظاهر أنّ المعنيين مترادفان أو متلازمان ، فإنّ لازم استفراغ وبذل الوسع والطاقة هو تحمّل المشقّة والكلفة كما هو الواضح ، فيكون تعريف الاجتهاد لغة بمعنى تحمّل المشقّة من التعريف باللازم أو المرادف ، فتأمّل.
فإنّ السيّد (قدسسره) في جواب سميح عاطف ينتهي إلى ما يقوله العلمين ، فهو من الكرّ بعد الفرّ ، فإنّ سميح عاطف يرى : أنّ المراد من الاجتهاد اجتهاد بالرأي كما في رواية معاذ فقال الأُستاذ : إنّ صحّة إطلاق الاجتهاد على استخراج الحكم بالرأي بحسب اللغة محلّ تأمّل من جهة كونه أمراً سهلاً ، فإنّ المعتبر في مفهوم الاجتهاد كون المطلوب فيه ذا كلفة ، فلا يقال : (اجتهد في حمل الخردلة) (١).
__________________
(١) الاجتهاد والتقليد : ٢٦.