فأنزل معهم الكتاب حافظاً للتشريع وصائناً له عن الزوال والاندثار ، قال سبحانه :
(لَقَدْ أَرْسَلْنا رُسُلَنا بِالْبَيِّناتِ وَأَنْزَلْنا مَعَهُمُ الْكِتابَ وَالْمِيزانَ لِيَقُومَ النَّاسُ بِالْقِسْطِ)(١).
ثمّ عزّز سبحانه كتبه بسنّة رسله وأنبيائه فعصمهم عن الخطأ وكلّ ما يشين بالإنسان وجعلهم أُسوة وقدوة وصارت سننهم ملاكاً للهداية والضلالة وغدت عدلاً لكتب الله وحجّة على العباد.
فختمت الشرائع السماوية بخاتم النبيّين محمّد (صلىاللهعليهوآله) وبزغ نور الإسلام بالمعنى الأخصّ ، الذي من يبتغي غيره فإنّه لن يقبل منه :
(وَمَنْ يَبْتَغِ غَيْرَ الْإِسْلامِ دِيناً فَلَنْ يُقْبَلَ مِنْهُ)(٢).
فجاء التشريع الإسلامي لهداية الناس ، وأغنى الأُمّة الإسلامية عن أيّ تشريع سواه ، ولبّى حاجة المجتمع منذ اليوم الأوّل وإلى يومنا هذا وغداً على اختلاف العصور والأمصار واختلاف الظروف والشرائط. كلّ هذا كان ببركة الاجتهاد والمجتهدين العظام الذين بذلوا ما في وسعهم لاستنباط الأحكام الشرعيّة الفرعيّة عن أدلّتها التفصيلية ، منابع الفقه والأحكام ومصدر التشريع الإسلامي ،
__________________
(١) الحديد : ٢٥.
(٢) آل عمران : ٨٥.