ابن إدريس الشيباني المتوفّى ٢٠٥ ه.
وذهب من أصحابنا إلى أنّ أوّل من صنّف وكتب في الأُصول هو هشام بن الحكم المتوفّى ١٧٩ ، وكتابه في الألفاظ ومباحثها ، ثمّ يونس بن عبد الرحمن وكتابه اختلاف الحديث ومسائله (١).
هذا وفي الغيبة الكبرى ، فقيل أوّل من عمل بالأُصول وفتح باب الاجتهاد في المصطلح الشيعي هو أبو محمّد حسن بن علي بن أبي عقيل النعماني ، ويسمّى بالقديم الأوّل وكتابه (التمسّك بحبل آل الرسول) في الفقه ، ثمّ محمّد بن أحمد بن داود بن علي ابن الحسن المتوفّى ٣٦٨ وكتابه (مسائل الحديثين المختلفين) ، ثمّ أبو علي محمّد بن أحمد بن جنيد الإسكافي المتوفّى ٣٨١ المسمّى بالقديم الثاني وكتابه (كشف التمويه والإلباس على إعمار الشيعة في أمر القياس وإظهار ما ستره أهل العباد في الرواية عن أئمة العترة في أمر الاجتهاد).
ثمّ تصدّى للفتيا الشيخ المفيد أبو عبد الله محمّد بن محمّد بن النعمان المتوفّى ٤١٣ وكتب في الأُصول ، ثمّ تلميذه علم الهدى السيّد المرتضى المتوفّى ٤٣٦ وكتابه في الأُصول (الذريعة إلى أُصول الشريعة) ، ثمّ تلميذه شيخ الطائفة الشيخ الطوسي المتوفّى ٤٦٠ وكتابه (عدّة الأُصول) ، ثمّ لقرن كأنّه توقّف الاجتهاد اعتماداً على فتاوى الشيخ حتّى جاء دور الشيخ الحلّي محمّد بن إدريس المتوفّى ٥٩٨ وكتابه
__________________
(١) لقد تحدّثت عن السير التاريخي لعلم أُصول الفقه بالتفصيل في (ملامح أوّليات علم أُصول الفقه).