اجتهادية بعد النظر وملاحظة الأدلّة ، فتدبّر.
كما كان الأئمة يأمرون الشيعة برجوعهم إلى بعض أصحابهم الثقات.
قال أبو جعفر (عليهالسلام) لأبان بن تغلب : (اجلس في مسجد المدينة وأفتِ الناس ، فإنّي أُحبّ أن يرى في شيعتي مثلك).
عن عبد العزيز بن المهتدي ، قال : سألت الرضا (عليهالسلام) فقلت : إنّي لا ألقاك في كلّ وقت فممّن آخذ معالم ديني؟ قال : خذ عن يونس بن عبد الرحمن.
عن عليّ بن المسيّب الهمداني ، قال : قلت للرضا (عليهالسلام) : شقّتي بعيدة ، ولست أصل إليك في كلّ وقت ، فممّن آخذ عنه معالم ديني؟ قال : من زكريا بن آدم المأمون على الدين والدنيا.
عن عبد الله بن أبي يعفور ، قال : قلت لأبي عبد الله (عليهالسلام) : إنّه ليس كلّ ساعة ألقاك ولا يمكن القدوم ويجيء الرجل من أصحابنا يسألني وليس عندي كلّ ما يسألني عنه؟ قال : فما يمنعك عن محمّد بن مسلم الثقفي ، فإنّه قد سمع من أبي وكان عنده وجيهاً.
وفي كتاب تأسيس الشيعة لعلوم الإسلام (١) : إنّ الإمام الباقر والإمام الصادق (عليهماالسلام) أوّل من أمليا على أصحابهما قواعد علم أُصول الفقه.
وقد اختلف أبناء العامّة فيمن صنّف أوّلاً في الأُصول ، فقيل : أبو حنيفة المتوفّى ١٥٠ ، وقيل : محمّد بن الحسن الشيباني المتوفّى ١٨٢ أو ١٨٩ ، وقيل : محمّد
__________________
(١) الصفحة ٣١٠. للسيّد محسن الصدر (قدسسره).