الحقّ. (١)
هذا وقد نقل المحقّق التستري كلمات كثير من العلماء القدامى والمتأخرين واستظهر من عباراتهم أنّها تنطبق على الاعتماد على قاعدة اللطف ، ومع ذلك فهي غير تامّة لوجوه :
الأوّل : انّ هنا أُموراً ثلاثة :
١. انّ وجود الإمام لطف إمّا لأنّه العلّة الغائية للكون ، فانّ العالم خلق للإنسان الكامل ، والإمام من أظهر مصاديقه ، ولولا الغاية لساخت الأرض بأهلها ، وإمّا لأنّ اعتقاد المكلّفين بوجود امام وتجويز إنفاذ حكمه عليهم في كلّ وقت سبب لردعهم عن الفساد وقربهم إلى الصلاح ، وعاملاً لتوحيدحكمتهم واستعدادهم لنصرته لدى الظهور.
٢. تصرّفه لطف آخر لأنّه بتصرفه يحفظ الشرائع ويصونها عن الزيادة والنقصان ، ويبعث الرعية إلى الصلاح ، ويصدّها عن الفساد ، ويخلق اجواء وظروفاً ثقافية ، تكون الرعية فيها أقرب إلى الطاعة وأبعد عن المعصية إلى غير ذلك من فوائد لتصرفه.
فاللطف الأوّل لازم وجوده لا يعدم ، بخلاف اللطف الثاني فهو رهن استعداد في الرعية ، واستعدادها لنصرته ، وقبول أوامره وامتثال قوله.
٣. حرمان الأُمّة من اللطف الثاني مستند إليهم ، لا إلى اللّه ولا إلى الإمام ، وذلك لأنّهم إذا لم يقوموا بوظيفتهم وأرادت الأكثرية مخالفته أو اغتياله ، يختفي منهم ويكون حرمانهم من ألطافه وتصرفاته مستنداً إلى شقائهم لا إلى اللّه ولا إلى الإمام. (٢)
__________________
١. كشف القناع : ١٤٨.
٢. كشف المراد : قسم الإلهيات : ١٨٣.