لا نخلو من كذّاب يكذّب علينا ويسقط صدقنا بكذبه علينا عند الناس ». (١)
والذي نلفت إليه نظر القارئ أن علماءنا الأبرار قد بذلو جهوداً جبارة في تهذيب ما روى عن أئمّة أهل البيت عليهمالسلام عن الموضوعات ، ولذلك لا تجد رواية مخالفة للكتاب والسنة على وجه التباين إلا النادر.
الثاني : حمل الروايات على باب التعارض
ان الروايات الناهية عن الأخذ بالخبر المخالف ( الصنف الرابع ) وإن كان مطلقاً يعمّ المخالف المجرد عن المعارض لكنها محمولة على صورة التعارض الذي يقدم غير المخالف على المخالف مطلقاً وإن كانت المخالفةعلى نحو العموم والخصوص والذي يقودنا إلى هذا الحمل توإن كان بعيداً في بدء النظر لعدم وجود الشاهد على ورودها مورد التعارض ـ هو حفظ وحدة اللسان في روايات كلا المقامين:
حيث إن المخالف في الخبرين المتعارضين يعم المخالفة على نحو العموم والخصوص كما يعم المخالفة على نحو التباين وهو غير خفي على ما درس الروايات العلاجية المذكورة في بابها. (٢)
فلو حملنا روايات الصنف الرابع ، على الخالفة على نحو التباين يلزم الاختلاف في تفسير روايات البابين حيث فسرت الروايات العلاجية على النحو الأعم وخصصت روايات المقام بالتباين فلأجل حفظ وحدة اللسان يصب الجميع في بوتقة والحدة فيحمل على باب التعارض سواء اكان صريحاً فيه ام لم يكن كما في المقام.
ـــــــــــــــ
١. البحار : ٢٥ / ٢٦٣ ، باب نفي الغلو ، الحديث ١.
٢. الوسائل : ١٨ ، الباب ٩ من أبواب صفات القاضي ، الحديث ١ ، ١١ ، ٢١ ، ٢٩ ، ٤٠ ، ٤٨.