بوجوب ولا استحباب.
نعم ، يتّصف بالوجوب التخييري التبعي من حيث كونه جزءا للمجموع إذا قصد الامتثال بالمجموع ، وبالاستحباب بمعنى الراجحية الإضافية كذلك حينئذ.
وعن نهاية الشيخ : وجوب هذا القدر اختيارا ، والاكتفاء بالإصبع الواحدة حال الاضطرار ، إلاّ أنّ المصرّح به في كلامه الاكتفاء بها إن خاف البرد من كشف الرأس (١) ، ولعلّهم استنبطوا التعميم من عدم التفرقة بين أنواع الاضطرار. ونسب ذلك إلى الدروس (٢) أيضا ، كما عن الإسكافي تخصيص وجوبه بالمرأة والاكتفاء في الرجل بالواحدة (٣).
ومستند الأوّل : الجمع بين أخبار الإصبع والثلاث بذلك ، بشهادة ثالثة روايات الإصبع المتقدّمة (٤).
ودليل الثاني : الجمع بينها بذلك ، بشهادة صحيحة زرارة المتقدمة (٥).
ويضعف الأوّل : بما مرّ من عدم دلالة روايات الثلاث على وجوبها ، مع عدم تصريح في الشاهد بالإصبع الواحدة عند الخوف ، بل أراد بيان عدم وجوب النزع وجواز الإدخال ، فيحتمل الاكتفاء بالمسمّى ، ووجوب الثلاث ، والإطلاق إنّما يحكم به إذا كان في مقام بيان حكمه.
والثاني : بما مرّ من عدم دلالة الصحيحة على وجوب ذلك على المرأة.
__________________
(١) النهاية : ١٤.
(٢) نسبه في كشف اللثام ١ : ٦٨ ، والموجود في الدروس : ثمَّ مسح مقدم الرأس بمسماه ولا يحصل بأقل من إصبع وقيل ثلاث مضمومة للمختار.
(٣) نقله عنه في الذكرى : ٨٦.
(٤) ص ١١١.
(٥) ص ١١٢.