من أمري (١).
الزواج المبارك :
كانت « جويرية » بنت الحارث بن أبي ضرار رئيس بني المصطلق من جملة السبايا التي وقعت في أيدي المسلمين في غزوة بني المصطلق ، فأقبل أبوها الحارث بفداء ابنته إلى المدينة فلما كان في وادي العقيق نظر إلى الإبل التي جاء بها لفداء ابنته فرغب في بعيرين منها فغيّبها في شعب من شعاب العقيق ، ثم أتى إلى النبي صلىاللهعليهوآله وقال : يا محمّد أصبتم ابنتي وهذا فداؤها ، فقال رسول الله صلىاللهعليهوآله .
« فأين البعيران اللذان غيّبتهما بالعقيق في شعب كذا وكذا »؟!
فلما سمع الحارث بهذا الخبر الغيبي على لسان رسول الله صلىاللهعليهوآله آمن هو ووالده به ، وأسلم اناس آخرون من قومه كانوا معه ، وأرسل إلى البعيرين فجاء بهما ، فدفع الإبل إلى رسول الله ودفعت إليه ابنته « جويرية » فأسلمت هي أيضا.
ثم خطبها رسول الله صلىاللهعليهوآله إلى أبيها ، فزوّجه اياها ، وأصدقها أربعمائة درهم.
فلما بلغ الناس أن رسول الله صلىاللهعليهوآله تزوّج جويرية بنت الحارث وكان بأيديهم بعض الاسرى من بني المصطلق قالوا : أصهار رسول الله صلىاللهعليهوآله فأطلقوا ما كان بأيديهم من اولئك الاسرى وكانوا مائة عائلة ، فما علم امرأة اعظم بركة على قومها منها ، فقد اعتق بتزويجه اياها مائة أهل بيت من بني
__________________
(١) السيرة النبوية : ج ٢ ص ٢٩٢ و ٢٩٣ وفي السيرة الحلبية : ج ٢ ص ٢٩١ : لأرغدت له أنوف ، وتعني هذه القولة النبوية الشريفة : ان النبي لو كان يأخذ باقتراح عمر بقتل عبد الله بن أبي لدافع عنه اناس حمية وعصبية ، ولكنه اليوم وبعد أن خذله الناس أنفسهم لو أمر النبي اولئك المدافعين بقتله. لقتلوه دون إبطاء.