وقال النيشابوري : إنّه كان يقول : «فاطمة بضعة منّي ، يؤذيني ما يؤذيها».
وثبت بالنقل المتواتر أنّه كان يحبّ عليّا والحسن والحسين ، وإذا كان كذلك وجب علينا محبّتهم ، لقوله : (فَاتَّبِعُوهُ) (١). وكفى شرفا لآل رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم وفخرا ختم التشهّد بذكرهم ، والصلاة عليهم في كلّ صلاة» (٢). انتهى كلامه.
وورد من طرق الخاصّة والعامّة أنّ النبيّ صلىاللهعليهوآلهوسلم قال : «مثل أهل بيتي كمثل سفينة نوح ، من ركب فيها نجا ، ومن تخلّف عنها غرق».
فنحن نركب سفينة حبّ آل محمد صلىاللهعليهوآلهوسلم ، لنتخلّص في بحر التكليف وظلمة الجهالة من أمواج الشبه والضلالة.
وروي : أنّ الأنصار قالوا : فعلنا وفعلنا ، كأنّهم افتخروا. فقال عبّاس : لنا الفضل عليكم. فبلغ ذلك رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم ، فأتاهم في مجالسهم ، فقال : «يا معشر الأنصار الم تكونوا أذلّة فأعزّكم الله بي؟
قالوا : بلى يا رسول الله.
قال : ألم تكونوا ضلّالا فهداكم الله بي؟
قالوا : بلى يا رسول الله.
قال : أَفلا تجيبونني؟ يعني : لم لم تفتخروا أنتم أيضا؟
قالوا : ما نقول يا رسول الله؟
قال : ألا تقولون : ألم يخرجك قومك فآويناك؟ أولم يكذّبوك فصدّقناك؟ أو لم يخذلوك فنصرناك؟
قال : فما زال يقول صلىاللهعليهوآلهوسلم حتّى جثوا على الركب وقالوا : أموالنا وما في أيدينا لله ولرسوله». فنزلت الآية.
__________________
(١) الأنعام : ١٥٣.
(٢) غرائب القرآن ٦ : ٧٤.