فردّ عليهم قولهم. وقال البصريّون (١) : لا يذهب القياس بحرف واحد. وقالوا (٢) : لا يجعل فاعله مفعولا ، ولا مفعوله فاعلا. ومن شأن / العرب الوسع (٣) في كلّ شيء. ومعنى «ما أعظم الله» : ما أعظم (٤) ما خلق الله ، وما أحسن ما خلق!
والنصب الذي فاعله مفعول
ومفعوله فاعل
مثل قول الله ، جلّ وعزّ (٥) ، في «آل عمران» : (٦) (قالَ : رَبِّ أَنَّى يَكُونُ لِي غُلامٌ ، وَقَدْ بَلَغَنِيَ الْكِبَرُ؟) والحدثان للمخلوق لا للكبر. ومثله في «مريم» : (٧) (وَاشْتَعَلَ الرَّأْسُ شَيْباً). والحدثان للشّيب لا للرأس. ومعناه : وقد بلغت الكبر (٨). ومثله : (٩) (ما إِنَّ مَفاتِحَهُ لَتَنُوأُ بِالْعُصْبَةِ ، أُولِي الْقُوَّةِ). معناه : لتنوء العصبة بمفاتحه. و [قيل] : معنى تنوء : تذهب (١٠). قال الشاعر : (١١)
__________________
(١) ق : وقيل.
(٢) ضرب على الكلام بعدها في الأصل حتى «شيء».
(٣) ق : التوسع.
(٤) ق : معناه.
(٥) ق : «تعالى». ب : عز وجل.
(٦) الآية ٤٠. وسقط «قال ربّ أنّى يكون لي غلام» من النسختين.
(٧) الآية ٤.
(٨) ق : بلغت من الكبر عتيا.
(٩) الآية ٧٦ من القصص. وليس فيها شاهد على النصب الصريح. وسقط حتى «تذهب» من النسختين.
(١٠) قيل : إن تنوء به وتنأى به لغتان بمعنى : تذهب به. انظر شرح القصائد السبع ص ٧٦ والبحر ٦ : ٧٥ والتاج (نوأ).
(١١) عبيد الله بن قيس الرفيات. ديوانه ص ٥٣ وديوان الحطيئة ص ١٨٧ والأضداد لابن الأنباري ص ٨٦ والتمام ص ١٨٠ والمحتسب ٢ : ١١٨. ق : «ومن ذلك قول الشاعر».