وأما (١) قول الله تعالى (٢) ، في «يونس» : (فَاسْتَقِيما ، وَلا تَتَّبِعانِ) (٣) سَبِيلَ الَّذِينَ لا يَعْلَمُونَ) جزم «استقيما» ، لأنّه أمر (٤) ، وعلامة جزمه إسقاط النون. كان الأصل فيه (٥) «تستقيمان» ، فذهبت (٦) النون في (٧) علامة الجزم. والألف (٨) بدل من اسمين. ثم قال «ولا تتّبعانّ» بالنون ، ومحلّه الجزم لأنّه نهي ، والنون الثقيلة لا تسقط في أمر ولا نهي. وهي ثابتة أبدا ، إذا أردت توكيد الأمر والنهي ، ولا تسقط في محلّ الرفع والنصب. تقول : لا تضربنّ زيدا ، ولا تسخطنّ أباك ، ولا تخرجانّ للاثنين ، ولا تخرجنّ للجميع. وتقول : كي يعلمنّ زيد ، والقوم يخرجنّ.
والجزم بجواب الأمر والنهي وأخواتهما (٩) بغير فاء
قولهم (١٠) : أكرم زيدا يكرمك ، تعلّم العلم ينفعك. قال الله
__________________
(١) ق : فأما.
(٢) ب : قوله.
(٣) الآية ٨٩. وفي الأصل وق : «ولا تتّبعان». وهي قراءة لابن ذكوان. البحر ٥ : ١٨٧.
وتشديد النون قراءة الجمهور.
(٤) سقط «لأنه أمر» من النسختين.
(٥) ق : : وعلامة الجزم سقوط النون والأصل.
(٦) سقط حتى «يخرجنّ» من ق.
(٧) سقطت من ب.
(٨) سقط حتى «يخرجنّ» من ب.
(٩) في الأصل : «وأخواتها». وسقطت من ب. ق : والجزم بالأمر والنهي واخواتها وجوابهما.
(١٠) ب : كقولك.