أقل أو أكثر ، فهي فترة عقاب إلهي هدفها التزكية والإصلاح والبناء لأنّ مجازاة الله ليست لها جنبة انتقامية.
ولا بدّ أن يبقى بنو إسرائيل فترة أربعين عاما من «التيه» في الصحراء ليتربّى جيل جديد حامل لصفات توحيدية ثورية ، ومؤهل لإقامة الحكم الإلهي في الأرض المقدسة.
* * *
٢ ـ المنّ والسّلوى :
تعددت أقوال المفسرين في معنى هاتين الكلمتين ، ولا حاجة إلى استعراضها جميعا ، بل نكتفي بذكر معنا هما اللغوي ، ثم نذكر تفسيرا واحدا لهما هو في اعتقادنا أوضح التفاسير وأقربها إلى الفهم القرآني.
«المنّ» شيء كالطلّ فيه حلاوة يسقط على الشجر (١) أو بعبارة اخرى هو عصارة شجر ذات طعم حلو ، وقيل طعم حلو ممزوج بالحموضة.
و «السّلوى» يعني التسلّي ، وقال بعض اللغويين وجمع من المفسرين إنه «طائر».
وروي عن النّبي صلىاللهعليهوآلهوسلم : «إن الكماة من المنّ».
وذهب البعض إلى أن «المنّ» هو جميع ما أنعم الله تعالى على بني إسرائيل ومنّ عليهم. و «السّلوى» هي جميع المواهب والملكات النفسانية التي توجب لهم التسلية والهدوء النفسي.
وهو مع مخالفته لرأي معظم المفسرين ، يخالف ظاهر الآية حيث تقول :(كُلُوا مِنْ طَيِّباتِ ما رَزَقْناكُمْ) وفي هذا التعبير دلالة واضحة على أن المنّ
__________________
(١) المفردات ، للراغب الأصفهاني.