الأمثل في تفسير كتاب الله المنزل [ ج ١ ]

قائمة الکتاب

البحث

البحث في الأمثل في تفسير كتاب الله المنزل

إعدادات

في هذا القسم، يمكنك تغيير طريقة عرض الكتاب
إضاءة الخلفية
200%100%50%
بسم الله الرحمن الرحيم
عرض الکتاب

للصلاة في مكّة ، بعد هجرة النّبي صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم منها (١).

ولا يمنع أن يكون نزول الآية بسبب كل هذه الأحداث ، وبذلك يكون كل واحد من أسباب النّزول المذكورة قد تناول بعدا واحدا من أبعاد المسألة.

التّفسير

أظلم النّاس

أسباب النّزول توضّح أن الآية تتحدث عن اليهود والنصارى والمشركين ، مع أن الآيات السابقة تتحدث أكثر ما تتحدث عن اليهود وأحيانا عن النصارى.

على أي حال «اليهود» بوسوستهم بشأن مسألة تغيير القبلة ، سعوا إلى أن يتجه المسلمون في صلاتهم نحو بيت المقدس ، ليتفوقوا بذلك على المسلمين ، وليحطوا من مكانة الكعبة (٢).

و «مشركو مكة» بمنعهم النّبي صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم والمسلمين زيارة الكعبة سعوا عمليا في هدم هذا البناء الإلهي.

و «النصارى» باستيلائهم على بيت المقدس والعبث فيه على ما ذكر ابن عباس سعوا في تخريبه.

القرآن يقول لهؤلاء جميعا ولكل من يسلك طريقا مشابها لهؤلاء : (وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنْ مَنَعَ مَساجِدَ اللهِ أَنْ يُذْكَرَ فِيهَا اسْمُهُ وَسَعى فِي خَرابِها).

القرآن الكريم أطلق على مثل هذا العمل اسم «الظلم الكبير» ، وعلى العاملين اسم «أظلم النّاس» وأي ظلم أكبر من تخريب قاعدة التوحيد ، وصدّ النّاس عن ذكر الله؟!

 ثم تقول الآية : (أُولئِكَ ما كانَ لَهُمْ أَنْ يَدْخُلُوها إِلَّا خائِفِينَ).

__________________

(١) مجمع البيان ، والميزان في تفسير الآية المذكورة.

(٢) تفسير الفخر الرازي ، الآية المذكورة.