أيضا بحث في الحقيقة عن حجية الخبر في هذا الحال (١) غير مفيد (٢) ، فإنّ البحث عن ثبوت الموضوع وما هو مفاد كان التامة ليس بحثاً عن عوارضه (٣) ، فإنّها (٤) مفاد كان الناقصة لا يقال : هذا (٥) في الثبوت الواقعي ، وأما الثبوت التعبدي
______________________________________________________
(١) أي في حال التعارض ، وحاصله : عدم الفرق في حجية الخبر بين حالتي التعارض وعدمه ، لكون البحث في كلتا الصورتين بحثاً عن حجية الخبر.
(٢) خبر لقوله : «ورجوع» وإشكال على ما أفاده الشيخ من توجيه موضوعية الأدلة الأربعة بما هي أدلة ، وملخص إشكال المصنف عليه (قدهما) : أنّ البحث عن العوارض لا بد أن يكون بحثاً عن الوجود النعتيّ الّذي هو مفاد «كان» الناقصة و «هل» المركبة الراجع إلى ثبوت شيءٍ لشيءٍ كثبوت العلم والعدالة والقيام والقعود لشخص ، والبحث عن وجود الموضوع بحث عن الوجود المحمولي الّذي هو مفاد «كان» التامة و «هل» البسيطة في مقابل العدم المحمولي المعبر عنه بليس التامة وإن لم تستعمل «ليس» في لغة العرب إلا ناقصة. وإن شئت فقل : إنّ البحث عن العوارض التي هي مفاد كان الناقصة بحث عن المحمولات المترتبة ، والبحث عن وجود الموضوع بحث عن المحمول الأوّلي ، لأنّه أوّل محمول يحمل على الماهية ، والبحث عن حجية الخبر إن رجع إلى البحث عن ثبوت السنة به ـ كما أفاده الشيخ (قده) ـ يكون بحثاً عن وجود الموضوع ، وهو داخل في المبادئ وخارج عن المسائل التي تكون محمولاتها عوارض لموضوع العلم.
(٣) أي : عوارض الموضوع.
(٤) أي : العوارض ، هذا تعليل لعدم كون البحث عن ثبوت الموضوع بحثاً عن عوارضه كما مر.
(٥) أي : رجوع البحث عن ثبوت السنة بالخبر إلى البحث عن وجود