لا أنّه أُريد منه (١) معنى من معانيه ، فإذا قيل مثلا : ـ جئني بعينين ـ أُريد فردان من العين الجارية لا العين الجارية والعين الباكية ، والتثنية والجمع في الأعلام (٢) إنما هو بتأويل المفرد إلى المسمى بها (٣).
______________________________________________________
(١) يعني : لا أنّه أُريد من كل لفظ معنى من معانيه حتى يكون المراد بالتثنية والجمع التعدد في المعنى ، لا التعدد في مصداق معنى واحد ، وعليه : فيراد من قوله : «جئني بعينين» مثلا فردان من العين الباكية لا معنيان كالعين الباكية والجارية.
(٢) هذا اعتراض على ما ذكره : من أنّ علامة التثنية والجمع لا تدلّ على تعدد المعنى ، وإنّما تدل على تعدد مصداق المعنى الواحد الّذي أُريد من المفرد. توضيح الاعتراض : أنّ لازم ذلك عدم صحة دخول علامة التثنية والجمع على الأعلام ، لعدم كون معنى العلم الّذي يُثنّى ويجمع ذا أفراد حتى يراد في تثنيته وجمعه فردان أو أفراد من معناه ، فإنّ ـ زيدين ـ مثلا يراد بهما معنيان ، لا فردان من معنى واحد ، فعلى تقدير دلالة علامة التثنية والجمع على تعدد مصداق معنى واحد لا يصح تثنية الأعلام وجمعها مع أنّ من البديهي صحتهما ، ولذا قال في المعالم : «فكما يجوز إرادة المعاني المتعددة من الألفاظ المفردة المتحدة المتعاطفة على أن يكون كل واحد منها مستعملاً في معنى بطريق الحقيقة فكذا ما هو في قوته» أقول : ومراده بما هو في قوّته هو التثنية والجمع كما لا يخفى.
(٣) أي : بالأعلام ، هذا دفع الاعتراض المذكور ، وحاصله : أنّ الأعلام التي تلحقها علامة التثنية والجمع لا تستعمل في معانيها الحقيقية غير القابلة للتعدد ، بل تستعمل في معنى مجازي ـ وهو المسمى ـ ثم تثنى وتجمع ، فزيد مثلا يؤوّل بالمسمى