الذوات (١) مما (٢) يكون مفهومه منتزعاً عن الذات بملاحظة اتصافها (٣) بالمبدإ واتحادها (٤) معه بنحو من الاتحاد ، كان بنحو الحلول (٥) أو الانتزاع (٦) أو
______________________________________________________
(١) المراد بها هنا ما يعمّ الجوهر والعرض ، فيدخل في نزاع المشتق الأوصاف الجارية على الأعراض كالشدة والسرعة العارضتين على السواد ، والحركة كالأوصاف الجارية على الجواهر كالعلم والعدالة والشجاعة المحمولة على زيد مثلاً.
وبالجملة : فوزان الأوصاف الجارية على الأعراض وزان الأوصاف الجارية على الجواهر في جريان نزاع المشتق فيها.
(٢) بيان ل ـ ما ـ الموصولة في قوله : «ما يجري» يعني : من المشتقات التي يكون مفهومها منتزعاً عن الذات بلحاظ اتصافها بالمبدإ.
(٣) أي : اتصاف الذات.
(٤) معطوف على ـ اتصافها ـ أي : بملاحظة اتحاد الذات مع المبدأ ، وهذا مفسر للاتصاف ، يعني : أنّ المراد بالاتصاف هو الاتحاد الوجوديّ بين المبدأ والذات ، إذ المراد بجريان المشتق على الذات هو الحمل عليها المنوط باتحادهما وجوداً.
(٥) كالمرض والحسن والقبح والسواد والبياض ونحوها ، فإنّ اتصاف الذوات بها واتحادها معها يكون بنحو الحلول.
(٦) كالفوقية والتحتية ، فإنّ اتصاف الذات بهما يكون بنحو الانتزاع ، لكونهما من الأُمور الانتزاعية ، وأمّا الملكية والزوجية فهما من الأُمور الاعتبارية
__________________
عن الذات بملاحظة اتصافها بما يكون خارجاً عن الذاتيات سواء أكان ذلك مشتقاً كأسماء الفاعل والمفعول والمكان وغيرها ، أم جامداً كالزوج والحرّ والرق وغيرها ، فجعل عنوان المشتق موضوع البحث مع عدم دخله فيه غير مناسب.