أمره بكذا.
ومنها : الشأن كما يقال : شغله أمر كذا.
ومنها : الفعل كما في قوله تعالى : (وَما أَمْرُ فِرْعَوْنَ بِرَشِيدٍ)
ومنها : الفعل العجيب كما في قوله تعالى : (فَلَمَّا جاءَ أَمْرُنا) ومنها : الشيء كما تقول : رأيت اليوم أمراً عجيباً.
ومنها : الحادثة ، ومنها الغرض كما تقول : «جاء زيد لأمر كذا» ولا يخفى أنّ عد بعضها (١) من معانيه من اشتباه المصداق بالمفهوم ،
______________________________________________________
على حجية الاستصحاب ، حيث قال السائل : «فطلبته ـ أي الدم ـ ولم أقدر عليه» وكطلب العلم والضالة وغير ذلك من موارد استعماله في النظم والنثر ، ولمّا كان الأمر مما يعد سعياً نحو المأمور به ومن مُعدَّات وجوده ، حيث إنّ الأمر يحدث الداعي في المأمور على إيجاد المأمور به ، فالأمر كتحريك عضلاته نحو إيجاد شيءٍ غاية الأمر : أنّ تحريك العضلات يكون في المأمور به المباشري ، والأمر الموجّه إلى لغير يكون في المأمور به التسبيبي الّذي يتعلق غرض الآمر بإيجاد الغير للعمل.
وبالجملة : فنفس الأمر الصادر من الآمر مصداق الطلب لا مفهومه ، فجعل لطلب من معاني الأمر من قبيل اشتباه المفهوم بالمصداق ، وتفسير للشيء بما هو أعم منه ، وكذا الحال في غالب موارد استعمال الأمر كما سيظهر إن شاء الله تعالى.
(١) أي : بعض المعاني التي ذكرت للأمر كاستعماله في الطلب على ما عرفت آنفاً ، واستعماله في الشيء كقوله : «رأيت اليوم أمراً عجيباً» ، فإنّ الأمر بقرينة لرؤية الواقعة على الأمر الخارجي قد استعمل في مصداق الشيء لا في مفهومه ، واستعماله في مصداق الغرض في مثل قوله للطبيب : «جئتك لأمر قاصداً به العلاج التداوي» فإنّ الأمر هنا يراد به مصداق الغرض أعني العلاج ، لا مفهومه وهو لداعي إلى وجود شيء.