.................................................................................................
______________________________________________________
.................................................................................................
__________________
وتعالى ومنتهية إلى مشيته التي هي إعمال قدرته على الإيجاد.
ثانيهما : انتهاء الموجود إليه تبارك وتعالى لا بنفسه كالذوات ، بل بالإقدار عليه كالأفعال الصادرة من العباد ، وهذا الإقدار هو فعله سبحانه على الدوام ، كدوام إفاضاته على الموجودات التكوينية ، وهذا الإقدار يصحّح الانتهاء إلى مشيته جلّ وعلا ، لاستمرار فيضه في جميع آنات الفعل الصادر عن العبد ، ومعلومٌ أنّ المشية بهذا المعنى لا توجب اضطرار العبد في أفعاله ، إذ المفروض أنّها ليست إلّا إقدار العبد عليها بإفاضة شرائط الفاعلية والعلل الناقصة الإعدادية ، فالإطاعة والمعصية منوطتان بالقدرة ، ومن المعلوم أنّها تفاض منه تعالى شأنه ، ويدل عليه ما رواه في الكافي عن محمد بن يحيى عن أحمد بن محمد بن أبي نصر قال : قال أبو الحسن الرضا عليهالسلام : «قال الله : يا بن آدم بمشيئتي كنت أنت الّذي تشاء لنفسك ما تشاء ، وبقوتي أديت فرائضي ، وبنعمتي قويت على معصيتي ، جعلتك سميعا بصيرا قويا» الحديث.
وما رواه الوافي عن الكافي بإسناده عن حفص بن قرط عن أبي عبد الله عليه الصلاة والسّلام قال : «قال رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم : من زعم أنّ الله يأمر بالسوء والفحشاء فقد كذب على الله ، ومن زعم أنّ الخير والشر بغير مشية الله فقد أخرج الله عن سلطانه ، ومن زعم أنّ المعاصي بغير قوة الله فقد كذب على الله ، ومن كذب على الله أدخله النار» ، فإنّ قوله صلىاللهعليهوآله : «ومن زعم أنّ الخير والشر ... إلخ» بيان لتعلق المشية بالخير والشر ، يعني : أنّ القدرة على الخير والشر حدوثا وبقاء قد تعلقت بها المشية كما عليه الإمامية ، فمتعلق المشية هو