.................................................................................................
______________________________________________________
.................................................................................................
__________________
القدرة على الخير والشر لا أنفسهما ، وإلّا كان مناقضا لقوله صلىاللهعليهوآلهوسلم : «من زعم أنّ الله يأمر بالسوء والفحشاء فقد كذب على الله» ، حيث إنّ هذه الجملة تنفي أمره سبحانه وتعالى بالشر ، فلو تعلقت المشية بنفس الشر لا بالقدرة عليه لكان مناقضا لعدم الأمر به.
ثم إنّ هذه الرواية في مقام الرد على كلا القولين : الجبر والتفويض ، وإثبات الأمر بين الأمرين ، وذلك لأنّ إسناد المعاصي إلى الله تعالى مساوق للقول بأمره بالفحشاء وهو الجبر ، وقد دلت الرواية على نفي الأمر. كما أنّ استقلال العباد في الأفعال من الخيرات والشرور مساوق للقول بالتفويض الّذي هو إخراج الله عن سلطانه ، وهو منفي أيضا بالرواية ، هذا. وقد ذكر للمشية معان أخر ، ولا يدل شيءٌ منها على الجبر ، وعلى فرض دلالتها عليه لا بد من صرفها إلى ما لا ينافي حكم العقل.
ثم إنّه قد وردت أخبار في تفسير الروايات الواردة في أنّه لا يكون شيء في الأرض ولا في السماء إلّا بسبع خصال ، كرواية المحاسن المتقدمة ، من أراد الوقوف عليها فليراجع البحار (ج ٣) ـ والوافي (ج ١) ـ ونحوهما.
(المقام الثالث) في روايات العنوان الثالث وهي الطينة ، اعلم : أنّه قد وردت أخبار كثيرة يظهر منها اختلاف الطينات من حيث السعادة والشقاوة.
منها : ما رواها في البحار في الجزء الثالث في باب الطينة والميثاق ، ولنذكر