.................................................................................................
______________________________________________________
تعالى شأنه (فَاقْرَؤُا ما تَيَسَّرَ (مِنَ الْقُرْآنِ) عَلِمَ أَنْ سَيَكُونُ مِنْكُمْ مَرْضى) (١) بل الأخبار متواترة (٢) بالقراءة فيها ، ثمّ إنّ في الخبر (٣) الذي علّل فيه كون التسبيح أفضل من القراءة من أنّ النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم دهش لما ذكر ما رأى من عظمة الله تعالى فقال : سبحان والحمد لله .. إلى آخره دلالة على ما ذكرنا.
وممّا يدلّ على الإخفات في الأخيرتين مطلقاً صحيح ابن يقطين (٤) «قال : سألت أبا الحسن عليهالسلام عن الركعتين اللتين يصمت فيهما أيقرأ فيهما بالحمد وهو إمام يقتدى به؟ قال : إن قرأ فلا بأس» وأمّا خبر «العيون (٥)» عن الضحّاك أنّه صحب الرضا عليهالسلام من المدينة إلى مرو فكان يسبّح في الاخراوين يقول : سبحان الله والحمد الله ولا إله إلّا الله والله أكبر ثلاث مرّات فإنّه ربما أشعر بالجهر بالتسبيح لأن كان الضحّاك يسمع ذلك منه عليهالسلام وأقلّ الجهر إسماع الغير ، لكن الحقّ أنّ إسماع النفس إسماعاً تامّا بحيث لا يسمع من يليه الذي لا أقرب منه ممّا لا يطاق.
وحيث اقتضى المقام بيان حال الجهر والإخفات فنقول : أقلّ الجهر إسماع القريب وحدّ الإخفات إسماع نفسه بإجماع العلماء كما في «المعتبر (٦) والتذكرة (٧)» وبلا خلاف بين العلماء كما في «المنتهى (٨)» وعن «التبيان (٩)» نسبته إلى الأصحاب حيث قال : حدّ أصحابنا الجهر فيما يجب الجهر فيه بأن يسمع غيره والمخافتة بأن يسمع نفسه.
__________________
(١) المزّمّل : ٢٠.
(٢) وسائل الشيعة : ب ٤٢ من أبواب القراءة في الصلاة ح ٢ و ٤ ج ٤ ص ٧٨١.
(٣) وسائل الشيعة : ب ٥١ من أبواب القراءة في الصلاة ح ٣ ج ٤ ص ٧٩٢.
(٤) وسائل الشيعة : ب ٣١ من أبواب صلاة الجماعة ح ١٣ ج ٥ ص ٤٢٤.
(٥) عيون أخبار الرضا عليهالسلام : ح ٥ ج ٢ ص ١٨١.
(٦) المعتبر : في القراءة ج ٢ ص ١٧٧.
(٧) تذكرة الفقهاء : في القراءة ج ٣ ص ١٥٣ ١٥٤.
(٨) منتهى المطلب : في القراءة ج ١ ص ٢٧٧ س ١٥.
(٩) التبيان : ج ٦ ص ٥٣٤ (تفسير سورة الإسراء).