[١٧١ / أ] متناهية وإنما قرّب الأمر على أفهام البشر (١) [بما يتناهى ؛ لأنه غاية ما يعهده البشر] (١) من الكثرة.
وقال بعض المحققين : إن ما تضمنت الآية أن كلمات الله تعالى لم تكن لتنفذ ، ولم تقتض الآية أنها تنفذ بأكثر من هذه الأقلام والبحور ؛ وكما قال الخضر عليهالسلام : «ما نقص علمي وعلمك من علم الله إلا كما نقص هذا العصفور من ماء البحر حين غمس (٢) منقاره فيها (٣).
وعدّ بعضهم من هذا القبيل ما جاء من المبالغة في القرآن من الإغضاء عن العيوب ، والصفح عن الذنوب ، والتغافل عن الزلات ، والستر على أهل المروءات ، كقوله تعالى لنبيه صلىاللهعليهوسلم : (خُذِ الْعَفْوَ وَأْمُرْ بِالْعُرْفِ وَأَعْرِضْ عَنِ الْجاهِلِينَ) (الأعراف : ١٩٩).
وقيل في تفسيره : أن تصل من قطعك ، وتعطي من حرمك وتعفو عمن ظلمك.
وقوله تعالى : (ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ ...) (فصلت : ٣٤) الآية.
تنبيه
٣ / ٥٥ تحصّل مما سبق أن قصد المبالغة يستلزم في الحال الإيجاز ؛ إما بالحذف ، وإما بجعل الشيء نفسي (٤) الشيء ، أو بتكرر لفظ يتم بتكرره التهويل والتعظيم ، ويقوم مقام أوصاف ، كقوله تعالى : (الْحَاقَّةُ* مَا الْحَاقَّةُ) (الحاقة : ١ ـ ٢).
وقد نص سيبويه على هذا كله في مواضع شتى من كتابه لافتراقها في أحكام.
فائدة
اختلف في المبالغة على (٥) أقوال :
أحدها : إنكار أن تكون من محاسن الكلام لاشتمالها على الاستحالة.
__________________
(١) ما بين الحاصرتين ساقط من المخطوطة.
(٢) في المخطوطة «غمز».
(٣) في المخطوطة «فيه».
(٤) في المخطوطة «نفس».
(٥) في المخطوطة «في».