البرهان في علوم القرآن [ ج ٣ ]

قائمة الکتاب

البحث

البحث في البرهان في علوم القرآن

إعدادات

في هذا القسم، يمكنك تغيير طريقة عرض الكتاب
إضاءة الخلفية
200%100%50%
بسم الله الرحمن الرحيم
عرض الکتاب

البرهان في علوم القرآن [ ج ٣ ]

إِلَى النَّاسِ يَوْمَ الْحَجِّ الْأَكْبَرِ أَنَّ اللهَ بَرِيءٌ مِنَ الْمُشْرِكِينَ وَرَسُولُهُ) (التوبة : ٣) ، وقوله : إن هذا ليس من مواضع الابتداء لجواز تقدير : وأذان بأن الله بريء ، وبأنّ رسوله كذلك.

وضع جمع القلة موضع الكثرة

لأن الجموع يقع بعضها موقع بعض ، لاشتراكها في مطلق الجمعية ، كقوله تعالى : (وَهُمْ فِي الْغُرُفاتِ آمِنُونَ) (سبأ : ٣٧) ، فإن المجموع بالألف والتاء للقلة ، وغرف الجنة لا تحصى.

وقوله : (هُمْ دَرَجاتٌ عِنْدَ اللهِ) (آل عمران : ١٦٣) ، ورتب الناس في علم الله أكثر من العشرة لا محالة.

وقوله : (اللهُ يَتَوَفَّى الْأَنْفُسَ) (الزمر : ٤٢).

وقوله : (وَاسْتَيْقَنَتْها أَنْفُسُهُمْ) (النمل : ١٤) ، وهو كثير.

[و] (١) قيل : [سبب] (١) ذلك في الآية الأولى دخول الألف واللام الجنسية ؛ فيكون ذلك تكثيرا لها ، وكان دخولها على جمع القلة أولى من دخولها على جمع الكثرة ، إشارة إلى قلة من يكون فيها ، ألا ترى أنّه لا يكون فيها إلا المؤمنون! وقد نصّ سبحانه على قلّتهم بالإضافة إلى غيرهم في قوله تعالى : (إِلاَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ وَقَلِيلٌ ما هُمْ) (ص : ٢٤) ، فيكون التكثير الداخل في قوله : (وَهُمْ فِي الْغُرُفاتِ) (سبأ : ٣٧) ، لا من جهة [وضع جمع القلة موضع جمع الكثرة ؛ ولكن من جهة] (١) ما اقتضته الألف واللام للجنس.

واعلم أن جموع التكثير الأربعة وجمعي التصحيح (٢) ـ أعني جمع التأنيث وجمع التذكير ـ كل ذلك للقلّة ؛ أما جموع التكسير فبالوضع ، وأمّا جمعا التصحيح ؛ فلأنهما (٣) [أقرب] (١) إلى التثنية ؛ وهي أقل العدد ، فوجب أن [يكون] (٤) الجمع المشابه لها بمنزلتها في القلّة ، وما عداها من الجموع فيرد تارة للقلة وتارة للكثرة بحسب القرائن ، قال تعالى :

__________________

(١) ليست في المخطوطة.

(٢) تصحفت في المطبوعة إلى (التخصيص).

(٣) في المخطوطة (فلأنه).

(٤) ليست في المخطوطة.