التكسير عندهم مؤنث وأسماء الجمع تجري مجراها ، وعلى هذا (١) جاء التأنيث ، لا على الحذف ؛ وكذا القول في البيت.
وفي قراءة بعضهم : (وَاللهُ يُرِيدُ الْآخِرَةَ) (الأنفال : ٦٧) [بالجر] (٢) ، قدّروه «عرض ٣ / ١٥٢ الآخرة». والأحسن أن يقدّر : «ثواب الآخرة» ؛ لأن العرض لا يبقى ، بخلاف الثواب.
حذف المضاف إليه
وهو أقلّ استعمالا ، كقوله : (كُلٌّ فِي فَلَكٍ يَسْبَحُونَ) (الأنبياء : ٣٣).
وقوله : (تِلْكَ الرُّسُلُ فَضَّلْنا بَعْضَهُمْ عَلى بَعْضٍ) (البقرة : ٢٥٣).
وكذا (٣) كل ما قطع عن الإضافة ؛ ممّا وجبت إضافته معنى لا لفظا ، كقوله تعالى : (لِلَّهِ الْأَمْرُ مِنْ قَبْلُ وَمِنْ بَعْدُ) (الروم : ٤) ، أي من قبل ذلك ومن بعده.
حذف المضاف والمضاف إليه
قد يضاف المضاف إلى مضاف ؛ فيحذف الأول والثاني ويبقى الثالث ، كقوله تعالى : (وَتَجْعَلُونَ رِزْقَكُمْ) (الواقعة : ٨٢) أي بدل شكر رزقكم.
وقوله : (تَدُورُ أَعْيُنُهُمْ كَالَّذِي يُغْشى عَلَيْهِ مِنَ الْمَوْتِ) (الأحزاب : ١٩) ، أي كدوران عين الذي يغشى عليه من الموت.
وقيل : الرزق في الآية الأولى الحظّ والنصيب (٤) ؛ فلا حاجة إلى تقدير. وكذلك ، إذا قدرت في الثانية «كالذي» حالا من الهاء والميم في «أعينهم» ، لأن المضاف بعض فلا تقدير.
وقوله : (فَما أَصْبَرَهُمْ عَلَى النَّارِ) (البقرة : ١٧٥) ، وقدّره أبو الفتح في «المحتسب» (٥) على أفعال أهل النار. ٣ / ١٥٣
__________________
(١) في المخطوطة (فعلى ذلك).
(٢) ساقطة من المطبوعة ، وهي قراءة سليمان بن حماز المدني (أبو حيان ، البحر المحيط ، ٤ / ٥١٨). وذكرها الزمخشري في الكشاف ٢ / ١٣٤ بدون ذكر صاحبها.
(٣) في المخطوطة (وكذلك).
(٤) في المخطوطة (والنصب).
(٥) تقدم التعريف به ١ / ٣٦١ وبكتابه في ١ / ٤٨١.