الجراكسة (١) ، وفقد السلطان الغوري في المعركة تحت أرجل الخيل (٢) ، وهرب بقية الجراكسة إلى مصر ، وولوا عليهم طومان باي (٣)
__________________
(١) الجراكسة : جنس من الترك كانوا تابعين لسلطان قاعدة ملك خوارزم ، وكان ملوك هذه الطوائف لملك سراي كالرعية يقاتلونهم ويسبون منهم النساء والأولاد ويجلبونهم إلى الأطراف في البلدان والأقاليم. وقد استكثر الملك المنصور قلاوون صاحب مصر من ملوك الأتراك وولده وبنوه من شراء المماليك الجراكسة وأدخلوهم في الخدمة الخاصة ، وداخلوا السلطنة وغلبوا عليها واستقلوا بها ، ومن ثم استكثروا من جنسهم وعملوا لها قوانين وقواعد انتظمت بها دولتهم ، فتولى منهم وأولادهم من بعدهم السلطنة بمصر اثنان وعشرون ملكا أولهم السلطان الملك الظاهر سيف الدين أبو سعيد برقوق بن آنص العثماني سنة ٧٨٤ ه ، وآخرهم الملك الأشرف طومان باي بن قانصوه الناصري ، أبو النصر سنة ٩٢٣ ه فبلغت مدة ملكهم حوالي ١٣٩ سنة. من حسناتهم أنهم قاموا بحماية ساحل البحر الأحمر والهند من عبث البرتغاليين. وكذلك العمائر والترميمات التي قاموا بها في المسجد الحرام والنبوي وغيرها من العمائر في كل من الشام ومصر. انظر : المقريزي ـ السلوك ٣ / أحداث السنوات ٧٨٤ ـ ٨٠٨ ه ، ٤ / أحداث السنوات ٨٠٨ ـ ٨٢٤ ه ، ابن تغري بردي ـ النجوم الزاهرة ج ١١ ـ ١٦ / أحداث السنوات ٧٨٤ ـ ٨٧٤ ه ، ابن إياس ـ بدائع الزهور ج ١ ـ ٥ / أحداث السنوات ٧٨٤ ـ ٩٢٣ ه ، النهروالي ـ الاعلام ١٨٥ ـ ٢٤٨ ، العصامي ـ سمط النجوم العوالي ٤ / ٣٠ ـ ٥٧.
(٢) انظر هذا في : ابن إياس ـ بدائع الزهور ٥ / أحداث ستة ٩٢٢ ه ، النهروالي ـ الاعلام ٢٤٣ ، ٢٧٧ ، ٢٧٨ ، الغزي ـ الكواكب السائرة ١ / ٢٩٥ ـ ٢٩٧ ، ابن العماد الحنبلي ـ شذرات الذهب ٩ / ١١٤ ، ١١٥ ، ١٤٤ ، ١٤٥.
(٣) في (ب) «طومانباي». هو طمان باي بن قانصوه الناصري (٨٧٩ ـ ٩٢٣ ه) : الملك الأشرف أبو النصر. أصله من كتابية الأشرف قايتباي ، اشتراه الملك الأشرف قانصوه الغوري ، وكان يلوذ له بقرابة وقدمه إلى الأشرف قايتباي ، ولهذا كان يدعى طومان باي بن قانصوه ، ترقى في المناصب حتى صار في سنة ٩٢٢ ه نائبا للغيبة عن قانصوه ، ولما فقد قانصوه تسلطن وطومان في الرابع عشر من شهر رمضان من سنة ٩٢٢ ه وهرب في تاسع عشرين ذي الحجة من نفس السنة. فكانت مدة سلطنته بالديار