جري العادة في أكمل عدة ، فلما بصروا به على هذه الصفة ألبسوه خلعته (١) الواردة معهم ، وحج بالناس إلا أنه اعتزلهم في الموقف ، فوقف جانبا عنهم إلى أن نفروا. ثم خرج بعد النزول عن مكة ، ولم يجتمع بأحد من أرباب الدولة.
فعاد الشريف أبو القاسم إلى مكة ، واستمر إلى سنة ٨٥١ (إحدى وخمسين وثمانمائة) (٢). فلما كان السابع عشر من ربيع الأول من السنة المذكورة ورد قاصد من مصر بإعادة الشريف بركات إلى امرة مكة ، والرضا عنه ، لأن ابنه السيد محمد بن بركات (٣) توجه إلى مصر وتلطف (٤) بالسلطان ، فأكرمه ، [ورضي عنه](٥) ، وأعاد والده إلى مكانته.
ولما جاء هذا القاصد إلى مكة خرج منها الشريف أبو القاسم إلى
__________________
(١) في (ب) ، (ج) «الخلعة».
(٢) ما بين قوسين في (ب) ، (ج) «ثمانمائة وإحدى وخمسين» ، وفي (د) «واحد وخمسين». والصحيح سنة ٨٥٠ ه.
(٣) انظر ترجمته في : ابن تغري بردي ـ النجوم الزاهرة ١٥ / ٣٧١ ، ١٦ / ٩٢ ، ٩٣ ، النجم عمر بن فهد ـ إتحاف الورى ٤ / أحداث السنوات ٨٥٠ ، ٨٥٥ ، ٨٥٨ ـ ٨٨٥ ه ، السخاوي ـ الضوء اللامع ٩ / ١٥٠ ، ١٥٣ ترجمة رقم ٣٧٧ ، التبر المسبوك ١٤٣ ، العز بن فهد ـ غاية المرام ٢ / ٥٠٦ ـ ٦٣٣ ، ابن إياس ـ بدائع الزهور ٢ / ٣٣٠ ، ٣ / ٣٨١ ، العيدروس ـ النور السافر ٣٧ ، ٣٨ ، الزركلي ـ الأعلام ٦ / ٥١ ، ٥٢.
(٤) في (ج) «ولطف».
(٥) ما بين حاصرتين زيادة من (د).