وقال أبو عبد الله بن الحجاج المعروف بمدغليس صاحب الموشحات يمدح ابن جبير المذكور : [بحر الكامل]
لأبي الحسين مكارم لو أنها |
|
عدّت لما فرغت ليوم المحشر |
وله عليّ فضائل قد قصرت |
|
عن بعض نعماها عظام الأبحر |
وقال ابن جبير من قصيدة مطلعها : [بحر الرمل]
يا وفود الله فزتم بالمنى |
|
فهنيئا لكم أهل منى |
قد عرفنا عرفات بعدكم |
|
فلهذا برّح الشوق بنا |
نحن في الغرب ويجري ذكركم |
|
بغروب الدمع يجري هتّنا (١) |
ومنها :
فيناديه على شحط النّوى |
|
من لنا يوما فقلت ملّنا (٢) |
سر بنا يا حادي الركب عسى |
|
أن نلاقي يوم جمع سربنا |
ما دعا داعي النوى لما دعا |
|
غير صب شفه برح العنا |
شم لنا البرق إذا لاح وقل |
|
جمع الله بجمع شملنا |
علنا نلقى خيالا منكم |
|
بلذيذ الذكر وهنا علنا |
لو حنا الدهر علينا لقضى |
|
باجتماع بكم بالمنحنى |
لاح برق موهنا من نحوكم |
|
فلعمري ما هنا العيش هنا (٣) |
أنتم الأحباب نشكو بعدكم |
|
هل شكوتم بعدنا من بعدنا |
وله رحمه الله تعالى من قصيدة مطوّلة أوّلها : [بحر المتقارب]
لعل بشير الرضا والقبول |
|
يعلل بالوصل قلب الخليل |
وله أخرى أنشدها عند استقباله المدينة المشرفة ، على صاحبها الصلاة وأتم السلام! وهي ثلاثة وثلاثون بيتا من الغر ، أولها : [بحر المتقارب]
أقول وآنست بالليل نارا |
|
لعل سراج الهدى قد أنارا |
__________________
(١) الهتّن : جمع هاتن : وهو السائل المتدفق.
(٢) في ب : «من لنا يوما بقلب ملنا».
(٣) موهنا : بعد منتصف الليل.