وشاهدت في الأسفار كل عجيبة |
|
فلم أر من قد نال جدّا بجدّه (١) |
فكن ذا اقتصاد في أمورك كلها |
|
فأحسن أحوال الفتى حسن قصده |
وما يحرم الإنسان رزقا لعجزه |
|
كما لا ينال الرزق يوما بكدّه |
حظوظ الفتى من شقوة وسعادة |
|
جرت بقضاء لا سبيل لرده |
وقال : [بحر البسيط]
الناس مثل ظروف حشوها صبر |
|
وفوق أفواهها شيء من العسل (٢) |
تغرّ ذائقها حتى إذا كشفت |
|
له تبين ما تحويه من دخل (٣) |
وقال : [بحر المتقارب]
تغير إخوان هذا الزمان |
|
وكل صديق عراه الخلل |
وكانوا قديما على صحة |
|
فقد داخلتهم حروف العلل |
قضيت التعجب من أمرهم |
|
فصرت أطالع باب البدل |
وقد تقدم بيتان من هذه الثلاثة على وجه آخر أول ترجمة المذكور ، ورأيت بخط ابن سعيد البيتين على وجه آخر ، وهو قوله : [بحر المتقارب]
ثكلت أخلّاء هذا الزمان |
|
فعندي مما جنوه خلل |
قضيت التعجب من شأنهم |
|
فصرت أطالع باب البدل |
ولابن جبير رحمه الله تعالى : [بحر الطويل]
من الله فاسأل كل أمر تريده |
|
فما يملك الإنسان نفعا ولا ضرا |
ولا تتواضع للولاة فإنهم |
|
من الكبر في حال تموج بهم سكرا |
وإياك أن ترضى بتقبيل راحة |
|
فقد قيل عنها إنها السجدة الصغرى |
وهو نحو قول القائل : [بحر الخفيف]
[قل لنصر والمرء في دولة |
|
السلطان أعمى ما دام يدعى أميرا](٤) |
__________________
(١) الجد ، بفتح الجيم : الحظ. والجد ، بكسر الجيم : الاجتهاد بالأمر.
(٢) الصبر : نبات يميل زهره إلى الصفرة أو إلى الحمرة ، تستعمل عصارته في الطب.
(٣) الدخل : الفساد ، والعيب.
(٤) هذا البيت والذي بعده ساقط من ب ، ه.