ومن شعره قوله : [بحر مخلع البسيط]
يا خير مولى دعاه عبد |
|
أعمل في الباطل اجتهاده |
هب لي ما قد علمت مني |
|
يا عالم الغيب والشهاده |
وقال رحمه الله تعالى : [بحر المتقارب]
وإني لأوثر من أصطفي |
|
وأغضي على زلة العاثر (١) |
وأهوى الزيارة ممن أحب |
|
لأعتقد الفضل للزائر |
وقال رحمه الله تعالى : [بحر البسيط]
عجبت للمرء في دنياه تطمعه |
|
في العيش والأجل المحتوم يقطعه |
يمسي ويصبح في عشواء يخبطها |
|
أعمى البصيرة والآمال تخدعه |
يغتر بالدهر مسرورا بصحبته |
|
وقد تيقن أن الدهر يصرعه (٢) |
ويجمع المال حرصا لا يفارقه |
|
وقد درى أنه للغير يجمعه |
تراه يشفق من تضييع درهمه |
|
وليس يشفق من دين يضيعه |
وأسوأ الناس تدبيرا لعاقبة |
|
من أنفق العمر فيما ليس ينفعه |
وقال : [بحر الطويل]
صبرت على غدر الزمان وحقده |
|
وشاب لي السم الزعاف بشهده (٣) |
وجرّبت إخوان الزمان فلم أجد |
|
صديقا جميل الغيب في حال بعده |
وكم صاحب عاشرته وألفته |
|
فما دام لي يوما على حسن عهده |
وكم غرني تحسين ظني به فلم |
|
يضيء لي على طول اقتداحي لزنده |
وأغرب من عنقاء في الدهر مغرب |
|
أخو ثقة يسقيك صافي وده |
بنفسك صادم كلّ أمر تريده |
|
فليس مضاء السيف إلا بحده |
وعزمك جرّد عند كل مهمة |
|
فما نافع مكث الحسام بغمده |
__________________
(١) أوثر : أفضل. وأغضي : أسكت وأصبر.
(٢) يصرعه : يهلكه.
(٣) شاب السم : خلطه. والسم الزعاف : السريع القتل. والشهد : العسل.