عن أبي داود ، وبسنن النسائي عن جماعة عن ابن باقا عن أبي زرعة عن ابن حميد (١) الدّوسي عن أبي نصر الكسار عن ابن السني عن النسائي ، وبالموطإ عن أبي جعفر بن الطباع بسنده.
وشكوت إليه يوما ما يلقاه الغريب من أذاة العداة ، فأنشدني لنفسه : [بحر الطويل]
عداتي لهم فضل عليّ ومنّه |
|
فلا أذهب الرحمن عني الأعاديا |
هم بحثوا عن زلّتي فاجتنبتها |
|
وهم نافسوني فاكتسبت المعاليا |
وأنشدني أيضا من مداعباته ، وله في ذلك النظم الكثير مع طهارته وفضله : [بحر البسيط]
علقته سبجيّ اللون قادحه |
|
ما ابيضّ منه سوى ثغر حكى الدررا (٢) |
قد صاغه من سواد العين خالقه |
|
فكل عين إليه تدمن النظرا (٣) |
وأنشدني في جاهل لبس صوفا وزهي فيه (٤) : [بحر الطويل]
أيا كاسيا من جيّد الصوف نفسه |
|
ويا عاريا من كل فضل ومن كيس |
أتزهى بصوف وهو بالأمس مصبح |
|
على نعجة واليوم أمسى على تيس |
انتهى ما اختصرته من كلام الخطيب ابن مرزوق :
وأنشد الرحالة ابن جابر الوادي آشي لأبي حيّان قوله : [بحر الطويل]
وقصّر آمالي مآلي إلى الردى |
|
وأنّي وإن طال المدى سوف أهلك |
فصنت بماء الوجه نفسا أبية |
|
وجادت يميني بالذي كنت أملك |
ووقفت على «أعيان العصر ، وأعوان النصر» للصفدي ، فوجدت فيه ترجمة أبي حيان واسعة فرأيت أن أذكرها بطولها لما فيها من الفوائد ، وهي :
الشيخ ، الإمام ، العالم ، العلامة ، الفريد ، الكامل ، حجة العرب ، مالك أزمّة الأدب ، أثير الدين ، أبو حيان الأندلسي الجيّاني ـ بالجيم ، والياء آخر الحروف مشدّدة ، وبعد الألف نون ـ وكان أمير المؤمنين في النحو ، والشمس السافرة شتاء في يوم الصّحو ، والمتصرف في هذا العلم فإليه الإثبات والمحو ، لو عاصر أئمة البصرة لبصّرهم ، أو أهل الكوفة لكف عنهم اتباعهم السواد وحذرهم ، نزل منه كتاب سيبويه في وطنه بعد أن كان طريدا ، وأصبح به
__________________
(١) كذا في ب ، ه .. وفي (أ) : «أبي حميد».
(٢) سبجي : نسبة إلى السبج ، وهو خرز أسود.
(٣) سواد العين : بؤبؤ العين.
(٤) في ب : «وزها فيه».