أقصر عناك وفي غلوّك لا تزد |
|
إن الزيادة بابها مفتوح |
وقال في منارته المعروفة بالعروس : [بحر الخفيف]
معبد الشام يجمع الناس طرا |
|
وإليه شوقا تميل النفوس |
كيف لا يجمع الورى وهو بيت |
|
فيه تجلى على الدوام العروس |
ومنه في ذكر بانيه الوليد : [بحر الرجز]
تالله ما كان الوليد عابثا |
|
في صرفه المال وبذل جهده |
لكنه أحرز ملك معبد |
|
لا ينبغي لأحد من بعده |
ومن أبيات في آخره : [بحر الوافر]
بجامع جلق رب الزعامة |
|
أقم تلق العناية والكرامة |
ويمم نحوه في كل وقت |
|
وصلّ به تصل دار الإقامة |
مصلى فيه للرحمن ذكر |
|
ومثوى للقبول به علامه (١) |
محل كمّل الباري حلاه |
|
وبيت أبدع الباني نظامه |
دمشق لم تزل للشام وجها |
|
ومسجدها لوجه الشام شامه (٢) |
وبين معابد الآفاق طرا |
|
له أمر الإمارة والإمامة |
أدام الله بهجته وأبقى |
|
محاسنه إلى يوم القيامة |
ولم أقف على كل هذا الكتاب المذكور ، بل على بعضه فقط.
ومن قصيدة القاضي المهذب بن الزبير (٣) : [بحر مجزوء الكامل]
بالله يا ريح الشما |
|
ل إذا اشتملت الرّند بردا |
وحملت من عرف الخزا |
|
مى ما اغتدى للندّ ندا |
ونسجت ما بين الغصو |
|
ن إذا اعتنقن هوى وودا |
وهززت عند الصبح من |
|
أعطافها قدا فقدا |
ونثرت فوق الماء من |
|
أجيادها للزهر عقدا |
__________________
(١) في ب ، ه : «مصلى فيه للرحمن سرّ».
(٢) الشامة : نقطة في البدن تميل إلى السواد ، تخالف لون البشرة.
(٣) هو الحسن بن علي بن إبراهيم بن الزبير المتوفى سنة ٥٦١ (انظر معجم الأدباء ج ٩ ص ٤٧).