ما بعد بعدك والصدود عقوبة |
|
يا هاجري ما آن لي أن تغفرا |
لا تجمعنّ عليّ عتبك والنوى |
|
حسب المحب عقوبة أن يهجرا |
عبء الصدود أخف من عبء النوى |
|
لو كان لي في الحب أن أتخيرا |
فسقى دمشق ووادييها والحمى |
|
متواصل الأرهام منفصم العرا |
حتى ترى وجه الرياض بعارض |
|
أخوى وفود الدّوح أزهر نيرا |
تلك المنازل لا ملاعب عالج |
|
ورمال كاظمة ولا وادي القرى |
أرض إذا مرت بها ريح الصبا |
|
حملت على الأغصان مسكا أذفرا |
فارقتها لا عن رضا وهجرتها |
|
لا عن قلى ورحلت لا متخيرا |
أسعى لرزق في البلاد مشتّت |
|
ومن العجائب أن يكون مقترا |
وابن عنين (١) المذكور كان هجاء ، وهو صاحب «مقراض الأعراض» تجاوز الله تعالى عنه ، فمن ذلك قوله : [بحر الوافر]
أرح من نزح ماء البئر يوما |
|
فقد أفضى إلى تعب وعيّ |
مر القاضي بوضع يديه فيه |
|
وقد أضحى كرأس الدّولعيّ |
يعني أقرع.
وسبب قوله البيتين أن المعظّم أمر بنزح ماء بقلعة دمشق ، فأعياهم ذلك.
ومن هجوه قوله (٢) : [بحر الوافر]
شكا شعري إلي وقال تهجو |
|
بمثلي عرض ذا الكلب اللئيم |
فقلت له تسلّ فربّ نجم |
|
هوى في إثر شيطان رجيم |
وقال فيمن خرج حاجّا فسقط عن الهجين فتخلف (٣) : [بحر الوافر]
إذا ما ذمّ فعل النوق يوما |
|
فإني شاكر فعل النياق |
__________________
(١) ابن عنين : هو شرف الدين أبو المحاسن محمد بن نصر بن الحسين بن علي بن محمد بن غالب المعروف بابن عنين. نشأ بدمشق وقال الشعر وهو ابن ست عشرة سنة واشتهر بالهجاء (انظر ديوان ابن عنين. تحقيق خليل مردم. المقدمة ص ٣ وفيها القصيدة).
(٢) ديوان ابن عنين ص ١٨٨.
(٣) ديوانه ص ٢٢٧.