هذي منازل ذي العلا |
|
قسّ بن ساعدة الإيادي |
كم عاش في الدنيا وكم |
|
أسدى إلينا من أيادي |
قد زانها بحلى البلا |
|
غة مفصحا في كل نادي |
قد قرّ في بطن الثرى |
|
متفرّدا بين العباد |
قال أبو جعفر : زرنا قبره فرأينا موضعا ترتاح إليه النفس ، ويلوح عليه الأنس ، وعند قبره عين ماء يقال : إنه ليس بجبل سمعان عين تجري غيرها هنالك ، وأورد له قوله : [بحر الطويل]
كرام فخام من ذؤابة هاشم |
|
يقولون للأضياف أهلا ومرحبا |
فيفعل في فقر المقلّين جودهم |
|
كفعل عليّ يوم حارب مرحبا (١) |
رجع إلى أبي جعفر رحمه الله تعالى ـ فنقول : إنه كان بمدينة النبي صلى الله عليه وسلم سنة ٧٥٥ ، ولما ذكر الروضة قال : قيل : ولا تكون الروضة إلا بما سقتها ، أزال جنبها (٢) ، ولا يقال في موضع الشجر روضة ، انتهى ، وقال : [بحر مجزوء الكامل]
لقوامه الألف التي |
|
جاءت بحسن ما ألف |
عانقته فكأنني |
|
لام معانقة الألف |
وقال رحمه الله تعالى معتذرا عمن لم يسلم : [بحر البسيط]
لا تعتبن على ترك السلام فقد |
|
جاءتك أحرفه كتبا بلا قلم |
فالسين من طرّتي واللام مع ألف |
|
من عارضيّ وهذا الميم ميم فمي |
وقال رحمه الله تعالى : [بحر المجتث]
لا يقنطنّك ذنب |
|
قد كان منك عظيم (٣) |
فالله قد قال قولا |
|
وهو الجواد الكريم |
__________________
(١) مرحب : هو أحد رجال يهود خيبر وفرسانهم. لما غزا رسول الله خيبر خرج يريد المنزل وهو يرتجز ويقول :
قد علمت خيبر أني مرحب |
|
شاكي السلاح بطل مجرّب |
وقد أورد ابن إسحاق أن الذي قتله هو محمد بن مسلمة. انظر السيرة النبوية لابن هشام ج ٣ ص ٣٨٣ ـ ٣٨٥).
(٢) في ب : «إلا بماء يسقيها أو إلى جنبها» ..
(٣) القنوط : اليأس.