ثم قال بعدهما : وإنما هدم (١) صاعد قول الشريف أبي البركات علي بن الحسين اللغوي : [بحر السريع]
كأنّ ريح الروض لمّا أتت |
|
فتّت علينا مسك عطّار |
كأنما إبريقنا طائر |
|
يحمل ياقوتا بمنقار |
انتهى.
ومن نظم صاعد : [بحر المنسرح]
قلت له والرقيب يعجله |
|
مودعا للفراق : أين أنا |
فمدّ كفّا إلى ترائبه |
|
وقال : سر وادعا فأنت هنا |
وقال صاعد ، لمّا أمر المنصور بن أبي عامر بمعارضة قصيدة لأبي نواس : [بحر مجزوء الكامل]
إنّي لأستحيي علا |
|
ك من ارتجال القول فيه |
من ليس يدرك بالروي |
|
ية كيف يدرك بالبديه |
وقال حاشد البغدادي في صاعد اللغوي ، وكان صاعد ينشدهما ويبكي ويقول : ما هجيت بشيء أشدّ عليّ منهما : [بحر الكامل]
إقبل هديت أبا العلاء نصيحتي |
|
بقبولها وبواجب الشكر |
لا تهجونّ أسنّ منك فربما |
|
تهجو أباك وأنت لا تدري |
نعوذ بالله من لسان الشعراء ، وأنواع البلاء ، بجاه نبيّنا محمد صلى الله عليه وسلم.
ومن نظم صاعد قوله : [بحر الوافر]
بعثت إليك من خيري روض |
|
مخرّمة كأوراق العقيق (٢) |
توكّل بالغروب عن التصابي |
|
وتصطاد الخليع من الطريق |
وروى صاعد عن القاضي أبي سعيد الحسن بن عبد الله السيرافي ، وأبي علي الحسن بن أحمد الفارسي ، وأبي بكر بن مالك القطيعي ، وأبي سليمان الخطابي ، وغيرهم.
__________________
(١) في ب : «وإنما اهتدم».
(٢) في ب : «محرّمة».