قائمة الکتاب

إعدادات

في هذا القسم، يمكنك تغيير طريقة عرض الكتاب
بسم الله الرحمن الرحيم

نفح الطّيب [ ج ٣ ]

38/410
*

تستدفع الأكدار من صفوها

وتنهل الأفراح أو تنهب

تسعى بها هيفاء من ثغرها

أو شعرها النور أو الغيهب (١)

فتانة الأعطاف نفاثة

سحرا بألباب الورى يلعب

في روضة قد كللت بالنّدى

والزهر رأس الغصن إذ يعصب

برودها بالنّور قد نمنمت

كالوشي من صنعاء بل أعجب

والماء يجري تحت جناتها

والنار من نارنجها تلهب

والظّل ضاف والنسيم انبرى

والجوّ ذاكي العرف مستعذب

والطير للعشاق بالعود قد

غنّت فهاجت شوق من يطرب

أبهى ولا أبهج في منظر

من نظم من تقديمه الأصوب

مفتي دمشق الشام صدر الورى

من في العلا تم به المطلب

علامة الدهر ولا مرية

وملجأ الفضل ولا مهرب (٢)

لله ما امتاز به من حلّى

بغير منّ الله لا تكسب

أبدى به الرحمن في عبده

مظاهر المنح التي تحسب (٣)

جود بلا منّ وعلم بلا

دعوى به التحقيق يستجلب

وبيت مجد مسند ركنه

إلى عماد الدين إذ ينسب

فبرقه الشاميّ من شامه

نال مراما والسّوى خلب

وما عسى أبدية في مدحه

أو وصف أبناء له أنجبوا

تسابقوا للمجد حتى حووا

سبقا لما في مثله يرغب

أعيذهم بالله من شر ما

يخشى من الأغيار أو يرهب

وأسأل الله لهم عزة

بادية الأضواء لا تحجب

ولما حللت دمشق المحروسة ، وطلبت موضعا للسكنى يكون قريبا من الجامع الأموي الذي يعجز البليغ وصفه وإن ملأ طروسه ، أرسل إلي أديب الشام فرد الموالي المدرسين ساحب أذيال الفخار المولى أحمد الشاهيني حفظه الله تعالى بمفتاح المدرسة الجقمقية ، وكتب لي معه ما نصه : [بحر الخفيف]

__________________

(١) الغيهب : الظلمة.

(٢) لا مرية : لا شك ، لا جدال.

(٣) في ب ، ه : «أبدى بها الرحمن».