أقول لنفسي حين قابلها الردى (١) |
|
فرامت (٢) فرارا منه يسرى إلى يمنى |
قري (٣) تحملي بعض الذي تكرهينه |
|
فقد طالما اعتدت الفرار إلى الأهنى |
أنشده [له](٤) تلميذه أبو حيّان إمام عصره في اللغة.
حدث عن ابن المنير وغيره ، واشتغل الناس عليه بالقاهرة ، وله تصانيف مفيدة ، وسمع من الحافظ أبي الربيع بن سالم ، وكتب على صحاح الجوهري وغيره حواشي في مجلدات ، وأثنى عليه تلميذه أبو حيان ، رحم الله تعالى الجميع!.
ومن فوائده قوله : نقلت من خط أبي الوليد بن خيرة الحافظ القرطبي في فهرست أبي بكر بن مفوّز قد أدركته بسنّي ولم آخذ عنه واجتمعت به أنشدني له أبو القاسم بن الأبرش يخاطب بعض أكابر أصحاب أبي محمد (٥) بن حزم ، والإشارة لابن حزم الظاهري : [بحر البسيط]
يا من تعاني أمورا لن يعانيها (٦) |
|
خلّ التعاني وأعط القوس باريها |
تروي الأحاديث عن كلّ مسامحة |
|
وإنما لمعانيها معانيها |
وقد سبق في ترجمة القاضي أبي الوليد الباجي ذكر هذين البيتين عندما أجرينا ذكر ابن حزم ، قال ؛ وإنما قال هذا الشعر في ذكر رواية ادعيت على قول النبي صلى الله عليه وسلم : «إن خالدا قد احتبس أدراعه وأعتده في سبيل الله» وصحح رواية من روى «أعبده» جمع عبد ، وعلّل رواية من روى «أعتده» بالتاء مثناة باثنتين من فوق جمع عتد ، وهو الفرس ، قال ابن خيرة : الإحاطة ممتنعة ، وهذه الرواية قد رواها جماعة من الأثبات والعلماء المحدّثين ، فهو إنكار غير معروف ، والله تعالى أعلم.
ومن فوائده ما نقله تلميذه أبو حيان النحوي عنه ، قال : أنشدنا للمقري ونقلته من خطه : [بحر مجزوء الوافر]
إذا ما شئت معرفة |
|
لما (٧) حار الورى فيه |
فخذ خمسا لأربعة |
|
ودع للثوب رافيه (٨) |
__________________
(١) الردى : الموت.
(٢) رامت : أرادت.
(٣) قري : اثبتي ـ استقرّي.
(٤) ساقطة في ب.
(٥) في ه : «أصحاب ابن حزم».
(٦) في ب : «لن تعانيها».
(٧) في ب : «بما».
(٨) الرافي : الذي يصلح الثياب.