قائمة الکتاب
بعض ما دار بين المؤلف وأهل الشام
٣٦
إعدادات
نفح الطّيب [ ج ٣ ]
نفح الطّيب [ ج ٣ ]
المؤلف :الشيخ أحمد بن محمد المقري التلمساني
الموضوع :التاريخ والجغرافيا
الناشر :دار الفكر للطباعة والنشر والتوزيع
الصفحات :410
تحمیل
الشهية ، في رياض فنون أدبية ، أبهاها لمعات محاضرة في ذكر شمائلكم الجميلة ، تنور المجالس ، وأشهاها نسمات محاورة بنشر فضائلكم الجليلة ، تعطر المجالس ، وسلام جملة الأصحاب من أهل الشام ، وعامة الخواص والعام ، والدعاء على الدوام ـ المخلص الداعي عبد الرحمن العمادي مفتي الحنفية ، بدمشق المحمية.
ووردت عليّ مع المكتوب المذكور مكاتبات لجماعة من أعيان الشام حفظهم الله تعالى ؛ فمنها من الصديق الحميم ، الرافل في حلل المجد الصميم ، الخطيب ، الأديب ، سيدي الشيخ المحاسني يحيى ، أسمى الله تعالى قدره في الدين والدنيا ، كتابان نص أولهما : باسمه سبحانه : [بحر الطويل]
لئن حكمت أيدي النّوى أو تعرّضت |
|
عوارض بين بيننا وتفرّق |
فطرفي إلى رؤياكم متشوّف |
|
وقلبي إلى لقياكم متشوّق |
يقبل الأرض الشريفة لا زالت مركزا لدائرة التهاني ، وقطبا لفلك تجري المجرة في حجرته على الدقائق والثواني ، ولا برحت ألسن البلاغة عن تمييز براعة يراعة (١) حامي حماها معربة ، وبلابل الآداب على الأغصان في رياض فضله بمثاني (٢) الثناء صادحة وبألحان سجعها مطربة : [بحر الكامل]
أرض بها فلك المعالي دائر |
|
والشمس تشرق والبدور تحوم |
ولها من الزهر المنضّد أنجم |
|
ولها على أفق السماء نجوم |
عمر الله تعالى بالمسرات محلها ، وعم بالخيرات من حلّها ، ويبتدئ بسلام يخبر عن صحيح وده السالم ، ومزيد غرام يؤكد حبه الذي هو للولاء حازم ، وينعت شوقا يحرك ما سكن صميم الضمير ، من صدق حب سلم جمعه من التكسير ، ويؤكد السلام بتوابع المدح والثناء ، ويعرب عن محبة مشيدة البناء ، وينهي أن السبب في تسطيرها ، والباعث على تحريرها ، أشواق أضرم نارها في الفؤاد ، ومحبة لو تجسمت لملأت البلاد ، وأقول : [بحر البسيط]
شوقي لذاتك شوق لا أزال أرى |
|
أجدّه يا إمام العصر أقدمه |
ولي فم كاد ذكر الشوق يحرقه |
|
لو كان من قال نار أحرقت فمه |
هذا وإن تفضل المولى بالسؤال عن حال هذا العبد فهو باق على ما تشهد به الذات
__________________
(١) اليراعة : القلم.
(٢) المثاني : من أوتار العود.