قائمة الکتاب

إعدادات

في هذا القسم، يمكنك تغيير طريقة عرض الكتاب
بسم الله الرحمن الرحيم

نفح الطّيب [ ج ٣ ]

73/410
*

الشهية ، في رياض فنون أدبية ، أبهاها لمعات محاضرة في ذكر شمائلكم الجميلة ، تنور المجالس ، وأشهاها نسمات محاورة بنشر فضائلكم الجليلة ، تعطر المجالس ، وسلام جملة الأصحاب من أهل الشام ، وعامة الخواص والعام ، والدعاء على الدوام ـ المخلص الداعي عبد الرحمن العمادي مفتي الحنفية ، بدمشق المحمية.

ووردت عليّ مع المكتوب المذكور مكاتبات لجماعة من أعيان الشام حفظهم الله تعالى ؛ فمنها من الصديق الحميم ، الرافل في حلل المجد الصميم ، الخطيب ، الأديب ، سيدي الشيخ المحاسني يحيى ، أسمى الله تعالى قدره في الدين والدنيا ، كتابان نص أولهما : باسمه سبحانه : [بحر الطويل]

لئن حكمت أيدي النّوى أو تعرّضت

عوارض بين بيننا وتفرّق

فطرفي إلى رؤياكم متشوّف

وقلبي إلى لقياكم متشوّق

يقبل الأرض الشريفة لا زالت مركزا لدائرة التهاني ، وقطبا لفلك تجري المجرة في حجرته على الدقائق والثواني ، ولا برحت ألسن البلاغة عن تمييز براعة يراعة (١) حامي حماها معربة ، وبلابل الآداب على الأغصان في رياض فضله بمثاني (٢) الثناء صادحة وبألحان سجعها مطربة : [بحر الكامل]

أرض بها فلك المعالي دائر

والشمس تشرق والبدور تحوم

ولها من الزهر المنضّد أنجم

ولها على أفق السماء نجوم

عمر الله تعالى بالمسرات محلها ، وعم بالخيرات من حلّها ، ويبتدئ بسلام يخبر عن صحيح وده السالم ، ومزيد غرام يؤكد حبه الذي هو للولاء حازم ، وينعت شوقا يحرك ما سكن صميم الضمير ، من صدق حب سلم جمعه من التكسير ، ويؤكد السلام بتوابع المدح والثناء ، ويعرب عن محبة مشيدة البناء ، وينهي أن السبب في تسطيرها ، والباعث على تحريرها ، أشواق أضرم نارها في الفؤاد ، ومحبة لو تجسمت لملأت البلاد ، وأقول : [بحر البسيط]

شوقي لذاتك شوق لا أزال أرى

أجدّه يا إمام العصر أقدمه

ولي فم كاد ذكر الشوق يحرقه

لو كان من قال نار أحرقت فمه

هذا وإن تفضل المولى بالسؤال عن حال هذا العبد فهو باق على ما تشهد به الذات

__________________

(١) اليراعة : القلم.

(٢) المثاني : من أوتار العود.