أي : من الذي قالها ، وهذا الشرط خالف فيه الكوفيون ؛ فلم يشترطوه ، واستدلوا بقوله :
٦٩ ـ * نجوت وهذا تحملين طليق*
______________________________________________________
الاستفهامية ، وجاء لهذا الاسم الموصول بصلة هي جملة «قالها» وعائد هو الضمير المستتر في قال ، على ما بيناه في الإعراب.
٦٩ ـ هذا عجز بيت من الطويل ، وصدره قوله :
* عدس ما لعبّاد عليك إمارة*
وهذا البيت من كلمة ليزيد بن مفرغ الحميري ، يقولها بعد أن خرج من سجن عبيد الله بن زياد والي سجستان في عهد معاوية بن أبي سفيان ، وقد أنشد المؤلف هذا الشاهد الذي هو عجز البيت في كتابه أوضح المسالك في باب الموصول (رقم ٥٥). وأنشد صدره في باب أسماء الأفعال والأصوات منه ، وأنشد البيت كله في كتابه قطر الندى (رقم ٣٣).
اللّغة : «عدس» اسم صوت يزجر به الفرس ، «عباد» هو عباد بن زياد ، «نجوت» يروى في مكانه «أمنت» أي صرت في مكان تأمنين فيه.
الإعراب : «عدس» اسم صوت ، مبني على السكون لا محل له من الإعراب ، «ما» نافية ، «لعباد» جار ومجرور متعلق بمحذوف خبر مقدم ، «عليك» جار ومجرور متعلق بقوله إمارة ، أو بمحذوف حال منه ، أو بما تعلق به الجار والمجرور السابق ، «إمارة» مبتدأ مؤخر ، «أمنت» فعل وفاعل ، «وهذا» الواو واو الحال ، هذا : اسم موصول بمعنى الذي مبتدأ ، «تحملين» فعل مضارع ، مرفوع بثبوت النون ، وياء المخاطبة فاعله ، والجملة لا محل لها صلة الموصول ، والعائد ضمير منصوب بتحملين محذوف ، والتقدير تحملينه ، «طليق» خبر المبتدأ الذي هو الاسم الموصول ، وجملة المبتدأ وخبره في محل نصب ، وهذا الإعراب هو إعراب الكوفيين للبيت ، وستعرف ما في هذا الإعراب.
الشّاهد فيه : قوله «هذا تحملين طليق» فإن الكوفيين زعموا : أن «هذا» اسم موصول والجملة بعده صلة ، والعائد إليه محذوف ، على نحو ما ذكره المؤلف وقررناه في إعراب البيت.
ولم يرتض البصريون ذلك ، وذهبوا إلى أن «هذا» اسم إشارة مبتدأ ، و «طليق» خبره ، وجملة «تحملين» في محل نصب حال من الضمير المستتر في الخبر العائد إلى المبتدأ ، وتقدير الكلام : وهذا طليق (هو) حال كونه محمولا لك.
ومن هنا يظهر لك أن الكوفيين لا يشترطون لاعتبار «ذا» اسما موصولا تقدم ما أو من الاستفهاميتين ، ولا خلوه من حرف التنبيه ، وأما البصريون فإنهم يشترطون ذلك كله.