يجوز كون «مجراها» مبتدأ ، و «اليمين» ظرف مخبر به : أي مجراها في اليمين ، والجملة خبر كان ، ويجوز كون «مجراها» بدلا من الكأس بدل اشتمال ؛ فاليمين أيضا ظرف ؛ لأن المعتمد في الإخبار عنه إنما هو البدل لا الاسم ، ويجوز في وجه [ضعيف] تقدير اليمين خبر كان لا ظرفا ، وذلك على اعتبار المبدل منه دون البدل ، وقال الآخر :
١١٢ ـ لقد علم الضّيف والمرملون |
|
إذا اغبرّ أفق وهبّت شمالا |
______________________________________________________
السعة» اه ، وقال سيبويه في باب ترجمته : هذا باب ما ينصب من الأماكن والوقت «ومن ذلك أيضا : هو ناحية من الدار ، وهو ناحية الدار ، وهو نحوك ، وهو مكانا صالحا ، وداره ذات اليمين ، وشرقي كذا ، وقال جرير :
هبّت جنوبا فذكرى ما ذكرتكم |
|
عند الصّفاة الّتي شرقيّ حورانا |
وقالوا : منازلهم يمينا ويسارا وشمالا ، وقال عمرو بن كلثوم : * صددت الكأس* البيت ـ أي : على ذات اليمين ، حدثنا بذلك يونس عن أبي عمرو ، وهو رأيه» اه. كلامه بحروفه.
١١٢ ـ هذا بيت من المتقارب من كلمة لجنوب بنت العجلان بن عامر الهذلية ، ترثي فيها أخاها عمرا الملقب ذا الكلب ، وبعده قولها :
بأنّك ربيع وغيث مريع |
|
وأنّك هناك تكون الثّمالا |
وهذا البيت الذي أنشدناه من شواهد المؤلف في أوضحه (رقم ١٤٨) وفي القطر (رقم ٥٨) والأشموني (رقم (٢٨١).
اللّغة : «المرملون» جمع مرمل ، وهو اسم فاعل فعله أرمل إذا نفد زاده ، وأراد بهم المحتاجين ، «اغبر أفق» كنت بذلك عن مجيء الشتاء ؛ لأن الشتاء عندهم زمان الجدب والحاجة.
الإعراب : «لقد» اللام موطئة للقسم ، قد : حرف تحقيق ، «علم الضيف» فعل وفاعل ، والجملة لا محل لها من الإعراب جواب القسم ، «والمرملون» الواو عاطفة ، المرملون : معطوف على الضيف ، «إذا» ظرفية متعلقة بعلم ، ومحلها النصب ، «اغبر أفق» فعل وفاعل ، والجملة في محل جر بإضافة إذا إليها ، «وهبت» الواو عاطفة لجملة على جملة ، هب : فعل ماض ، والتاء علامة التأنيث ، والفاعل ضمير مستتر فيه جوازا تقديره هي يعود إلى الريح المفهومة من الكلام ، «شمالا» منصوب على الظرفية متعلق بهب.
الشّاهد فيه : قولها «شمالا» حيث نصبته على الظرفية ، لما كان المراد هبوب الريح من ناحية الشمال ، ولم يكن مرادها هبوب الشمال نفسها ، على نحو ما قررناه في الشاهد السابق.