فيا لقصيّ ما زوى الله عنكم |
|
به من فعال لا تجازى وسؤدد |
وكان حقه أن يقول «قالا في خيمتي أمّ معبد» أي قيّلا فيها (١) ، ويروى حلّا بدل قالا ، والتقدير [أيضا] حلّا في خيمتي ، ولكنه اضطر فأسقط «في» وأوصل الفعل بنفسه ، وكذا عملوا في قولهم «دخلت الدّار ، والمسجد» ونحو ذلك ، إلا أن التوسع مع «دخلت» مطّرد ؛ لكثرة استعمالهم إياه.
______________________________________________________
ليهن بني كعب مكان فتاتهم |
|
ومقعدها للمؤمنين بمرصد |
سلوا أختكم عن شائها وإنائها |
|
فإنّكم إن تسألوا الشّاة تشهد |
اللّغة : «رفيقين» تثنية رفيق ، وهو الذي يرافقك في عمل ما ، وأراد بهما رسول الله صلىاللهعليهوسلم ورفيقه في الهجرة من مكة إلى المدينة أبا بكر الصديق رضياللهعنه ، «قالا» أراد نزلا في وقت القيلولة ، وهي حين يشتد الحر ، «أم معبد» امرأة من بني كعب اسمها عاتكة بنت خالد الخزاعية ، «بالبر» يروى بفتح الباء وكسرها ، فإن كسرتها فمعناه الإحسان والباء للمصاحبة ، وإن فتحت الباء جاز أن يكون البر بمعنى الإحسان أيضا كما يجوز أن يكون البر الذي هو مقابل البحر ، «ترحلا» أراد ظعنا وفارقا هذا المكان ، وتقول : ترحل القوم وارتحلوا ، «يا لقصي» أراد آل قصي بن مرة ، وهو أحد أجداده صلوات الله وسلامه عليه ، «ما زوى الله عنكم» يريد أي شيء صرفه عنكم من المجد والرفعة بسبب خلافكم عليه وإلجائكم إياه إلى الهجرة والخروج من بلدكم ، «سؤدد» بضم السين وسكون الواو مهموزة أو غير مهموزة وضم الدال المهملة بعدها أو فتحها ؛ فهذه أربع لغات ، والسؤدد : خصال الرفعة والمجد والكرم.
الإعراب : «جزى الله» فعل وفاعل ، «رب» صفة للفظ الجلالة ، وجعله قوم بدل كل من كل من لفظ الجلالة ، وهو عندنا بعيد ؛ لأن الرب ههنا مشتق بمعنى المربي ، ورب مضاف و «الناس» مضاف إليه ، «خير» مفعول به ثان لجزى ، وخير مضاف وجزاء من «جزائه» مضاف إليه ، وجزاء مضاف والضمير العائد إلى الله مضاف إليه ، «رفيقين» مفعول أول لجزى ، «قالا» قال : فعل ماض ، وألف الاثنين فاعله ، والجملة في محل نصب صفة لرفيقين ، «خيمتي» منصوب على الظرفية المكانية ، وعلامة نصبه الياء نيابة عن الفتحة لأنه مثنى ، وهو مضاف و «أم» مضاف إليه ، وأم مضاف و «معبد» مضاف إليه ، «هما» ضمير منفصل مبتدأ ، «نزلا» فعل وفاعل ، والجملة في محل رفع خبر المبتدأ ، «بالبر» جار ومجرور متعلق بنزل ، «ثم» حرف عطف ، «ترحلا» فعل وفاعل ، وجملتهما في محل رفع معطوفة على جملة
__________________
(١) أي : نزلا فيها وقت القيلولة ، وهي : وقت اشتداد الحر عند منتصف النهار.