وفي رواية من روى بجر «مثل» و «مرضع» ، وأما من رواه بنصبهما فمثلك مفعول لطرقت ، وحبلى : بدل منه.
ومثاله بعد «بل» قوله :
١٦٣ ـ * بل بلد ملء الفجاج قتمه*
______________________________________________________
اللّغة : «طرقت» جئت ليلا ، «تمائم» جمع تميمة ، وهي التعويذة التي توضع للصبي لتمنعه العين في زعمهم ، «محول» اسم فاعل من قولهم : أحول الصبي ، إذا أتى على ولادته حول.
الإعراب : «فمثلك» الفاء حرف نائب عن رب ، مثل : يروى هذا اللفظ منصوبا ، ويروى مخفوضا وعلى الروايتين جميعا يجوز أن يكون مفعولا مقدما على عامله وهو قوله طرقت الآتي ، فإن نصبته فهو منصوب بالفتحة الظاهرة ، وإن خفضته فهو منصوب بفتحة مقدرة على آخره منع من ظهورها اشتغال المحل بحركة حرف الجر الشبيه بالزائد ، ومثل مضاف وضمير المخاطبة مضاف إليه ، «حبلى» بدل من مثلك أو نعت له ، «قد» حرف تحقيق ، «طرقت» فعل وفاعل ، «ومرضع» معطوف على حبلى ، ويجوز في رواية الجر وحدها أن يكون مثل مبتدأ مرفوعا بضمة مقدرة ، وجملة قد طرقت في محل رفع خبر ، والرابط محذوف ، والتقدير : قد طرقتها ، وهذا الوجه أضعف وجوه الإعراب ، لأن حذف الرابط مما اختلف النحاة في تجويزه ، «فألهيتها» الفاء حرف عطف ، وما بعده فعل وفاعل ومفعول به ، «عن ذي» جار ومجرور متعلق بألهى ، وذي مضاف و «تمائم» مضاف إليه ، مجرور بالفتحة نيابة عن الكسرة لأنه لا ينصرف لصيغة منتهى الجموع ، «محول» صفة لذي تمائم.
الشّاهد فيه : قوله «فمثلك» حيث حذف حرف الجر ، الذي هو رب ، وأبقى عمله ، بعد الفاء ، وهذا إنما يتم على رواية جر «مثل» سواء أجعلت «مثل» مفعولا به تقدم على عامله ـ وهو الأرجح ـ أم جعلته مبتدأ خبره الجملة التي بعده ، مع ما في هذا الوجه من الضعف على ما قدمنا بيانه.
ومن العلماء من ذكر أن «رب» لم تضمر بعد الفاء إلا في بيتين ، أحدهما هذا البيت على اختلاف في روايته كما ذكرنا لك عند الكلام على نسبته وتخريجه ، والآخر قول الشاعر :
فحور قد لهوت بهنّ عين |
|
نواعم في المروط وفي الرّياط |
١٦٣ ـ هذا بيت من الرجز المشطور ، وهو من كلام رؤبة بن العجاج ، وهو من شواهد ابن عقيل (رقم ١١٩) والأشموني (رقم ٥٧٤).
اللّغة : «الفجاج» جمع فج ، وهو الطريق الواسع ، ومنه قوله تعالى : (يَأْتِينَ مِنْ كُلِّ فَجٍّ عَمِيقٍ ،) «قتمه» أصله قتامه ، فخففه بحذف الألف ، والقتام ـ بزنة سحاب ـ الغبار ، وبعد