الخامس : ما وضع للدلالة على المكان ، ثم ضمّن معنى الشرط ، وهو ثلاثة : أين ، وأنّى ، وحيثما ، كقوله تعالى : (أَيْنَما تَكُونُوا يُدْرِكْكُمُ الْمَوْتُ) [النساء ، ٧٨].
وقول الشاعر :
١٧٠ ـ خليليّ أنّى تأتياني تأتيا |
|
أخا غير ما يرضيكما لا يحاول |
وقوله :
١٧١ ـ حيثما تستقم يقدّر لك الله |
|
نجاحا في غابر الأزمان |
______________________________________________________
الشّاهد فيه : قوله «أيان نؤمنك تأمن» حيث جزم بأيان فعلين ، أولهما قوله نؤمن ، وهو فعل الشرط ، وثانيهما قوله تأمن ، وهو جواب الشرط ، وقد ظهر هذا من الإعراب.
١٧٠ ـ هذا بيت من الطويل ، ولم أجد أحدا نسبه إلى قائل معين ، وهو من شواهد ابن عقيل (رقم ٣٣٩).
الإعراب : «خليلي» منادى بحرف نداء محذوف ، وهو مثنى ، والياء الثانية ضمير المتكلم مضاف إليه ، «أنى» اسم شرط جازم يجزم فعلين الأول فعل الشرط والثاني جوابه وجزاؤه ، وهو ظرف مكان مبني على السكون في محل نصب بتأتيا الثاني ، «تأتياني» تأتيا : فعل مضارع فعل الشرط مجزوم بحذف النون ، وألف الاثنين فاعل ، والنون للوقاية ، وياء المتكلم مفعول به ، «تأتيا» فعل مضارع جواب الشرط مجزوم بحذف النون وألف الاثنين فاعله ، «أخا» مفعول به لتأتيا منصوب بالفتحة الظاهرة ، «غير» مفعول به ليحاول مقدم عليه ، وغير مضاف ، و «ما» اسم موصول مضاف إليه ، «يرضيكما» يرضي : فعل مضارع مرفوع بضمة مقدرة على الياء منع من ظهورها الثقل ، وفاعله ضمير مستتر فيه جوازا تقديره هو يعود إلى ما الموصولة ، وضمير المخاطب مفعول به ، والجملة من الفعل وفاعله ومفعوله لا محل لها صلة الموصول ، والعائد هو الضمير المستتر في يرضي العائد على ما الموصولة ، «لا» نافية ، «يحاول» فعل مضارع ، وفاعله ضمير مستتر فيه جوازا تقديره هو يعود إلى أخ ، والجملة في محل نصب صفة لأخ ، وتقدير الكلام : تأتيا أخا لا يحاول غير الأمر الذي يرضيكما.
الشّاهد فيه : قوله «أنى تأتياني تأتيا» حيث جزم بأنى فعلين : أولهما قوله تأتياني وهو فعل الشرط ، وثانيهما قوله تأتيا وهو جواب الشرط وجزاؤه.
ولا يقال : إنه قد اتحد هنا الشرط والجواب فيكون كترتب الشيء على نفسه لأنا نقول : الجواب هنا هو الفعل مع متعلقاته ، فأما الشرط فهو مطلق الإتيان.
١٧١ ـ هذا بيت من الخفيف ، ولم أجد أحدا نسبه إلى قائل معين ، وهو من شواهد ابن عقيل