هذا هو العرش وهذه هي خصوصياته في القرآن المجيد ، إنّما الكلام فيما يراد منه في هذه الآيات.
أقول : إنّ « العرش » لغة هو سرير الملك ولا تحتاج إلى ذكر نصوص أهل اللّغة.
قال سبحانه : ( وَرَفَعَ أَبَوَيْهِ عَلَى الْعَرْشِ ) ( يوسف / ١٠٠ ).
وقال سبحانه في ملكة سبأ : ( وَأُوتِيَتْ مِن كُلِّ شَيْءٍ وَلَهَا عَرْشٌ عَظِيمٌ ) ( النمل / ٢٣ ).
وقال سبحانه : ( أَيُّكُمْ يَأْتِينِي بِعَرْشِهَا قَبْلَ أَن يَأْتُونِي مُسْلِمِينَ ) ( النمل / ٣٨ ).
( ... قَالَ نَكِّرُوا لَهَا عَرْشَهَا نَنظُرْ أَتَهْتَدِي أَمْ تَكُونُ مِنَ الَّذِينَ لا يَهْتَدُونَ ) ( النمل / ٤١ ).
وبما أنّ الأصل في العرش هو الارتفاع.
قال سبحانه : ( وَهُوَ الَّذِي أَنشَأَ جَنَّاتٍ مَّعْرُوشَاتٍ وَغَيْرَ مَعْرُوشَاتٍ وَالنَّخْلَ وَالزَّرْعَ مُخْتَلِفًا أُكُلُهُ ) ( الانعام / ١٤١ ).
وربّما يطلق على البناء المرتفع.
قال ابن فارس : العريش : بناء من قضبان يرفع ويؤلّف حتى يظلل ، وقيل للنبي صلىاللهعليهوآلهوسلم يوم بدر : ألا نبني لك عريشاً. وكل بناء يستظل به عرش وعريش ، ويقال لسقف البيت عرش.
قال تعالى : ( فَهِيَ خَاوِيَةٌ عَلَىٰ عُرُوشِهَا ) ( الحج / ٤٥ ) والمعنى أنّ السقف يسقط ثمّ يتهافت على الجدران ساقطة ، ومن هذا الباب العريش وهو شبه الهودج يتخذ للمرأة تقعد فيه على بعيرها.