العلّة ، هو الفاعل الالهي أي معطي الوجود.
وما هو هذا حاله لا يمكن غيابه عن العلّة ، ولا يمكن عدم حضوره في ساحته ، وهو عبارة اُخرى عن علم العلّة بمعلوله. وسيوافيك توضيحه في محله.
هذه هي بعض أقسام العلم الحضوري ونماذجه وقد أتينا بهذا القدر على سبيل المثال لا الحصر.
فاتّضح ـ بما ذكرناه ـ إنّ التعريف الذي مرّ عليك في مطلع هذا البحث تعريف غير شامل لأفضل أنواع العلوم وأسناها.
ثانياً : عدم شموله للمعقولات الثانية المنطقية
إنّ نقص التعريف الماضي لا يختصّ بما ذكر بل هناك نقص آخر وهو عدم شموله للمعقولات الثانية المنطقيّة.
وتوضيح ذلك : انّ ما يرد إلى الذهن ينقسم إلى معقولات أوّليّة ، ومعقولات ثانية (١). فكلّ مفهوم له فرد واقعي في خارج منه تؤخذ الصورة وتنتزع حتى ترد إلى حوزة النفس ، ومجال الذهن فهو معقول أوّل ، وذلك كالألوان وما شاكل ذلك.
وكلّ مفهوم لا نجد له فرداً خارجيا غير أنّه يقع في اُفق النفس بتعاملات ذهنيّة وذلك مثل المفهوم الكلّي والنوع والجنس والمعرّف والحجّة ، وغير ذلك من المفاهيم التي تعد موضوعات للمسائل المنطقية (٢).
فإنّ كلّ واحد من هذه المفاهيم ، مفاهيم ذهنية ليس لها مصاديق في الخارج
__________________
(١) والمعقولات الثانية تنقسم الى معقولات ثانية منطقية ومعقولات ثانية فلسفية والكل خاص.
(٢) قال الحكيم السبزواري :
إن كان الاتصاف
كالعروض في |
|
عقلك فالمعقول
بالثاني صفي |