سبحانه لمّا كان منزّها عن الجسميّة والجهة لم يحسّ به ، فأطلقوا اسم الملزوم على اللازم ، فوصفوه تعالى بأنّه لطيف أي غير محسوس ، وكونه لطيفاً بهذا الاعتبار يكون من صفات التنزيه.
٢ ـ اللطيف هو العالم بدقائق الاُمور وغوامضها ، وعلى هذا التفسير يكون اللطف عبارة عن سعة علمه فيكون من الصفات الذاتية.
٣ ـ اللطيف هو البر بعباده الذي يلطف بهم من حيث لا يعلمون ويهيء مصالحهم من حيث لا يحتسبون ، ومنه قوله سبحانه : ( اللهُ لَطِيفٌ بِعِبَادِهِ يَرْزُقُ مَن يَشَاءُ ).
٤ ـ اللطيف من يعلم حقائق المصالح وغوامضها ثم يسلك في إيصالها إلى مستحقها سبيل الرفق دون العنف.
فإذا اجتمع هذا العلم وهذا العمل تم معنى اللطف » (١).
ولا يخفى أنّ ما ذكره من المعاني الأربعة من لوازم معنى اللطيف وهو الدقيق أو من يتعاطى الأعمال الدقيقة واللّغة العربية خصيصتها التطوّر واشتقاق معنى من معنى بمناسبة فطرية أو ذوقيّة ، فمعنى اللطيف وإن لم يمكن تحديده بوجه كامل ، ولكن المراد منه واضح في الآيات.
وأمّا حظ العبد من هذا الاسم فلو فسّر اللطيف بالرفق فحظّه الرفق بعباد الله كاللطف بهم في الدعوة إلى الله كما قال سبحانه : ( فَقُولا لَهُ قَوْلاً لَّيِّنًا ) ( طه / ٤٤ ).
فإن فسّر بتعاطي الأعمال الدقيقة فحظّه هو الدقة في الأعمال والأقوال وترك التساهل والمسامحة.
__________________
(١) لوامع البينات : ص ٢٤٦.