بزاى ، من غلب سلب ، وقيل : العزيز الّذي لا مثل له ، يقال : عز الشيء يعز ، بكسر العين فى المستقبل (١) ، أى صار عزيزا ، يقال : عز الطعام فى البلد إذا قل وجود مثله ، فإذا كان من يقل وجوده عزيزا فالذى لا مثل له أولى أن يكون عزيزا ، وقيل : العزيز فى وصفه بمعنى القادر القوى ، يقال : عز يعز ، بفتح العين فى المستقبل ، إذا اشتد ، قال الله عزوجل : (فَعَزَّزْنا بِثالِثٍ) (يس : ١٤) أى قوّينا ، والأرض الصلبة التى لا تستقل عليها الأقدام تسمى عزازا لقوتها ، وقيل : العزيز الممتنع ، وهو الّذي لا يوصل إليه ، يقال : حصن عزيز إذا تعذر الوصول إليه ، فإذا قيل لما يتعذر الوصول إليه مع جوازه : عزيز ، فالذى يستحيل الوصول إليه أولى أن يكون عزيزا ، إذ لا حد له.
وقيل : العزيز فى وصفه تعالى هو المعز ، والفعيل بمعنى المفعل فى كلام العرب كثير ، كالأليم بمعنى المؤلم ، والوجيع بمعنى الموجع ، وما أشبه ذلك ، فهذا الوجه الواحد فى وصفه من صفات الفعل ، وما ذكرنا قبله من صفات الذات.
هذا طرف مما قاله أهل اللغة وأصحاب الأصول فى معنى اسمه العزيز ، على لسان أهل الظاهر.
وأما على طريق أهل الإشارة فيجىء الكلام فيه على وجوه ، منها : أن معنى العزيز هو الّذي لا يدخر من خدمه عن خدمته شيئا ولا يؤثر من عرفه هواه على رضاه ، فيقضى حقوقه فرضا ، ولا يرى أحد لنفسه عليه حقا ، وفى قريب من هذا المعنى أنشد بعضهم :
ويذكرنها جاراتها فيزرنها |
|
وتقعد عن إتيانهن فتعذر |
__________________
(١) يعنى فى صيغة المضارع.