وقيل : السخاء أن تجود على من لا يعرفك ، والسؤدد أن تنصف من لا ينصفك ، وفى معناه أنشد.
بث النوال ولا يمنعك قلته |
|
فكل ما سد فقرا فهو محمود |
إن الكريم ليخفى عنك عسرته |
|
حتى تراه غنيا وهو مجهود |
وللبخيل على أمواله علل |
|
زرق العيون (١) عليها أوجه سود |
وفى بعض الحكايات أن عبد الله بن العباس خرج فى بعض أسفاره فنزل ليلا على حي من العرب فاستضاف شيخا فأنزله ورحب به ، وكان فقيرا ، فعمد إلى شاة له فذبحها ، فقالت امرأته : نموت إذا من الجوع ، فقال الأعرابى : الموت خير من اللوم ، فلما أصبح عبد الله بن العباس قال لغلامه : إيش معك؟ فقال : خمسمائة دينار ، فقال : ضعها عنده ، فقال يكفيه ضعف قيمة الشاة ، قال : إليك عنى ، فإنه إن لم يكن يعرفنى ، فأنا أعرف نفسى ، إن الرجل جاد علينا بجميع ماله ونحن جدنا عليه ببعض دنيانا.
__________________
(١) إذ إن أهل النار تزرق عيونهم فيها.